الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رفة في العينين مستمرة بدون سبب

السؤال

السلام عليكم..

منذ حوالي سنتين مررت بفترة صعبة، فعندما تخرجت من المدرسة كنت متفوقة، وعلاماتي تامة، وأشارك في إلقاء المحاضرات، وكنت قد انتقلت في الصف ١١ إلى تركيا، ودخلت المدرسة، وأنا لا أعرف شيئا من لغة هذه البلاد، وفي نهاية الصف ١٢ كنت الأولى على صفي بحمد الله، إلا أني احترت في موضوع الاختصاص، وقرأت الكثير من الكتب، وباختصار اخترت تخصصا، وبعد أن دخلته لم يعجبني فتركته، وعدت أتجهز للامتحان مرة أخرى في البيت، إلا أن فترة جلوسي هذه في البيت غيرت حالي كثيرا، فصرت أتشاجر مع أمي كثيرا، وكنت قلقة ومنهارة وأضيع وقتي كثيرا.

بعد ذلك أكرمني الله بتخصص كالمعجزة، وبدأت كعادتي علاماتي مرتفعة، وأحاول أن أتجنب ما آل إليه حالي، إلا أن القلق الذي مررت به وكأني بدأت أرى نتائجه، فأصبت برفة في عيني، وأحيانا ارتجافات في عضلات وجهي، وصرت قلقة ومضطربة، وكرهت الجامعة، وحدثت لي مواقف أصبت فيها بخجل شديد، وكرهت كل شيء، وصرت خائفة ويائسة دوما بعد أن كنت مطمئنة، وهذه الرفة أتعبتني كثيرا، ولم أعرف لها سببا ولا علاجا، الآن لها سنتان وعيني ترف يوميا تقريبا، وأحيانا تزيد بشكل كبير.

صرت أكره التحدث للناس لما يصيبني من التوتر، وانعزلت، والآن ونحن في الحجر ارتاحت نفسيتي، ولكن ما زالت الرفة مستمرة دون توتر ودون منبهات، وأول استيقاظي، وعملت تصويرا للمخ، وذهبت لطبيب أعصاب، فقال لي: لا شيء في المخ، ولم يشرح أكثر لأنها حكومية فما سبب هذه الرجفة؟ وهل ستستمر هكذا؟ الأمر أتعبني كثيرا، أرجو أن أجد حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت الحمد لله متميزة في دراستك، وإنسانة متوازنة جدًّا. لديك شيء من القلق، والقلق هو الذي ساعد على نجاحك، لأن القلق يُحسّن الدافعية عند الناس، لكن في أحيانٍ كثيرة أيضًا القلق قد تكون له مسارات خاطئة ممَّا يظهر في شكل أعراضٍ من النوع الذي تحدثت عنه.

وأعراضك هي من النوع النفسوجسدي (ارتجاف عضلات الوجه، ورفّة العين) هذه كلها تقلصات عضلية مصاحبة للتوتر. ورفة العين أخذت النمط الوسواسي، أصبحت مستمرة لا إراديًّا.

فنصيحتي لك هي تجاهلها تمامًا، لأن التجاهل علاج، وأيضًا قومي بتمارين استرخائية مكثّفة، توجد برامج توضّح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء على اليوتيوب، وأيضًا أرجو غمض العينين وفتحهما بشدّة، تشدّي على عضلة العين بمعدّل ثلاثين مرة صباحًا ومساءً، هذا أيضًا وجد أنه يُساعد كثيرًا في علاج مثل هذه الحالات.

وانطلقي في الحياة بكل قوة وبكل تفاؤل، اجتهدي في دراستك، نظّمي وقتك، ارجعي إلى ما كنت عليه، فطاقاتك النفسية طاقاتٍ ممتازة جدًّا، يجب أن توجّهيها التوجيه الصحيح. حُسن إدارة الوقت شيء مهمٌّ جدًّا. عبّري عمَّا بداخلك، لا تكتمي أبدًا، الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية، وينعكس على جسم الإنسان، حتى هذه الرفّة ربما تكون ناتجة من الكتمان والكبت الداخلي.

هذا هو الذي أنصحك به، ولا أرى عليك أبدًا أي مشكلة، رفّة العين أعتقد أن سببها نفسي، أخذت النمط الوسواسي، بدت كتوترات نفسية أدتّ إلى توترات عضلية، ثم أخذت هذا النمط الوسواسي، وتجاهلها هو من أفضل وسائل العلاج.

أنت قمت بزيارة الطبيب وتمّ تصوير المخ، والحمد لله هذا يجب أن يكون مطمئنًا لك، وأصلاً هذه الحالات ليس لها أبدًا تفسيرًا عضويًّا.

في بعض الأحيان نعطي مضادات القلق والمخاوف، هذا أمرٌ أتركه لك. أنا أتوقع أن تتحسني من خلال التطبيقات التي ذكرتُها لك، لكن إذا لم يحدث تحسُّنًا فأرجو أن تقابلي طبيبًا نفسيًّا إذا كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ممكنًا هنالك دواء يُسمّى (سبرالكس/استالوبرام) من الأدوية السليمة والفاعلة والبسيطة جدًّا، وغير إدمانية، ولا تؤثر على الهرمونات النسائية.

يمكنك تناول السبرالكس بجرعة بسيطة جدًّا، وهي: أن تبدئي بخمسة مليجرام يوميًا – أي نصف حبة – ثم تجعلي الجرعة حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً