الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ملتزم دينياً ولكني أقع في المعاصي، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا إنسان -ولله الحمد- ملتزم دينياً، ولكن للأسف وقع علي بلاء بمعاص عظيمة، أثرت على حياتي العامة، والبلاء من النوع المادي ولم أتركه وأرغب بالتوبة، ولكن للأسف لم أفعلها إلى الآن وأخاف من الفضيحة؛ لأن الله إلى الآن ستر علي.

أرجو نصيحتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يوقفك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:

بما أنك ملتزم ديناً فأنت على خير عظيم، فاحمد الله الذي هداك، ولا شك أن مقتضيات الالتزام بالدين أن نسارع إلى التوبة عند الوقوع في المعصية، فقد وصف الله عباده المحسنين، بقوله "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ".

من جانب آخر لقد عرفت أن الله ابتلاك بشيء مادي، وهذا من رحمة الله بك أن أنزل عليك البلاء في أمور دينوية وليست في الدين، وأنت تعلم أن هذا البلاء بسبب معاص وقعت فيها، فسارع إلى التوبة ولا تتأخر حتى يعافيك الله من هذا البلاء ويدفعه عنك.

لا يوجد أي مانع شرعي من قبول توبتك إذا ندمت على ما حصل، وأقعلت عن الذنب، وعزمت أن لا تعود إليه، وتوجهت إلى الله بقلب صادق في التوبة، فإن الله يقبل توبتك، ويصلح من حالك إن شاء الله.

لا تخف من الفضيحة فإن الله رحيم بعباده، فهو الذي سترك وأنت تعصيه، ولا شك أنه سيتسرك وأنت تائب إليه مقبل عليه، واعلم أن هذا الخوف مجرد وهم لا حقيقة له، يريد الشيطان به أن يصدك عن التوبة إلى الله تعالى، فاحذر من هذا.

في قولك "البلاء من النوع المادي ولم أتركه" أفهم منه أنك وقعت في معصية في المال، ولا أدري ما نوع هذه المعصية، فإن كان العمل في شيء محرم، فلابد من تركه، لأن ترك المحرم واجب شرعاً، وإذا كان أخذ مال الغير، فيجب أن ترد الحقوق إلى أهلها بأي طريقة تراها مناسبة، ولا تؤدي إلى الفضيحة أو انكشاف أمرك.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً