الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقييمي السنوي الذي ظلمت فيه أصابني بالإحباط!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شخص عندي 24 عاما، أشتغل في مؤسسة حكومية منذ العام المنصرم (2019)، وفي كل عام نقيم حسب إنتاجياتنا ومردوديتنا، وهذه النقطة مهمة ولها تأثير في المسار المهني بشكل عام، هذه السنة عملت بجد جدا رغم بعض الأخطاء الطفيفة التي يمكن تجاوزها، لأتفاجأ أن المدير قيمني بمستوى لا يليق أبدا بكفاءتي وبعملي طوال السنة، أقل كثيرا مما تتوقعته ومما أستحقه (الظلم)، هذا التقييم لم أطلع عليه إلا بعد أن تم المصادقة عليه، ولم أضع أي إمضاء يبين رفضي أو قبولي للتقييم!

‏هذا التقييم أصابني بكثير من الإحباط، حيث إني كنت محبا لعملي، أنتظر فقط متى أعمل، وكنت أطمح للمزيد من النجاحات، ولكن هذا التقييم قام بوضع عراقيل، الآن لم أعد أبالي كثيرا، وجل وقتي أفكر فقط في هذه النقطة والظلم الذي تعرضت له، أخاف كثيرا من تأثير هذا التقييم على مساري المهني وكذلك على المستوى الصحي!

كل تفكيري منصب على هذا وأحاول التخلص منه حتى في نومي كذلك، مما جعل عندي اضطرابات في النوم، علما أنه سابقا كانت عندي وساوس متعلقة بأمور متعددة، وكنت أحاول أتخلص منها وجاهدتها مرارا.

ممكن حلول لتجنب تفاقم الوضع، وأخذ الوضع على كثير من الجد؛ لأني لا أحس حقا أني بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما لا شك فيه أن تقييمنا بشكل مُرضِ من قبل الرؤساء في العمل يعزز فينا العزيمة والإصرار والتفاني ويرفع من معنوياتنا في العمل، والعكس صحيح.

إن ما تعاني منه -يا أخي- هي بداية للشعور بـ "الاستنفاد النفسي" Psychological Burnout وهو حالة من الإجهاد العاطفي والجسدي والعقلي، الناجم عن الإجهاد المفرط والضغط النفسي في العمل، يحدث ذلك عندما تشعر بالإرهاق الشديد، والاستنزاف العاطفي، وبأنك غير قادر على تلبية المهام المستمرة، ومع استمرار التوتر، تبدأ في فقدان الاهتمام والدوافع التي كنت تقوم من أجلها بهذا العمل من البداية، والذي أحد أسبابه الرئيسية ضعف التقدير من قبل الرؤساء في العمل، وهو من أهم الأسباب التي تجعل الموظف يبدأ بالتراخي في عمله، ويصبح موظفا تقليديا.

أخي العزيز: يوجد حقائق علينا تذكرها منها أنه لم يمض عليك سوى سنة واحدة في عملك الحالي منذ عام 2019، ومن المتعارف عليه لدى الكثير من المؤسسات الحكومية في معظم الدوّل أنهم لا يمنحون الموظف الجديد تقديراً عالياً في السنة الأولى لأسباب غير واضحة، ولكن أصبحت مثل تقليد مُتبع يبرره عادة الرؤساء أن الموظف الجديد مهما وصل من المهنية والإبداع في السنة الأولى، فهو ما زال "مبتدىء"، إضافة إلى أن العمل في القطاع الحكومي يختلف تماماً عن العمل في القطاع الخاص، فالقطاع الحكومي تطغى عليه البيروقراطية الروتينية وقلما يكون فيه إبداع من قبل الموظف، فما يقوم به الموظف اليوم يكرره غداً وبعد غد ولسنوات طويلة أيضاً.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي ستخفف عليك من الضغط النفسي الذي تعاني منه الآن:

1- واجه رئيسك بنتيجة التقييم ووضح له وجهة نظرك، واشرح له أنك كنت ملتزما بدوامك، وتؤدي عملك بما يرضي الله، وكن حريصاً على توثيق ما تقول بالدلائل، وكن مستمعاً جيداً له أثناء حديثه، ولا تتخطاه في السلم الوظيفي.
2- لا تُحمل الأمور أكثر مما تحتمل، بمعنى لا تبذل جهدا كبيرا في عمل قد يؤديه غيرك بنفس الطريقة والدقة، ولكن بجهد أقل.
3- كن بارعاً في تحديد أولويات عملك، واستبعد المهام غير الضرورية، وفي المقابل ضع صحتك وعائلتك فوق كل الأولويات.
4- لا تتخل عن أيام الإجازات الممنوحة لك.
5- مارس بعض التمارين الرياضية بانتظام، لكن تجنب إنهاك نفسك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً