الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو مستوى الأرق الطبيعي؟

السؤال

السلام عليكم
ما هو مستوى الأرق الطبيعي؟
يعني الذي لا يجب أخذه على محمل الجد وزيارة الطبيب لأجله، وهل يجب كلما عانينا من الأرق لفترة بسيطة أن نقلق لأجل الموضوع كثيرا ونستشير شخصا؟

سألت هذا السؤال لأنني قبل فترة معينة عانيت من الأرق المؤقت وتخلصت منه، والحمد لله، وكانت مشكلتي حينذاك أنني كنت أقلق من عدم النوم والأرق، فدخلت في دوامة أنني لا أعرف أن أنام؛ لأنني أخاف من عدم النوم والأرق، واستشرت طبيبا نفسيا قريبا علي، وأخبرني أنه لا يجب علي القلق؛ لأنني لا أنام؛ لأن عدم النوم والأرق طبيعي في فترة الامتحانات، وبذلك تخلصت من حاجز الخوف من عدم النوم، وانتهى الأمر، ولكنني عدت اليوم لقراءة شيء عن الأرق بالصدفة، وكان مكتوبا من موقع وزارة الصحة أنه يجب أخذ الأرق دائما بمحمل الجد، ولا يجب الاستهانة به، وأنه ليس شيئا طبيعيا بسبب ظروف الحياة والضغوطات، بل يجب علاجه وعدم الاستهانة به.

حينما قرأت هذه الجملة أصابني الذعر والقلق من أن يعود لي نفس الخوف من الأرق، ولا أعرف التخلص منه مرة أخرى، فهل دائما مثلما ذكروا يكون الأرق أمرا غير طبيعي، ويجب دائما أخذه على محمل الجد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالنوم شيء طبيعي، ومن الوظائف البيولوجية عند الإنسان، ويؤدي إلى الراحة الجسدية والراحة النفسية في نفس الوقت، ويساعد الشخص على أداء عمله والتركيز، وساعات النوم تتفاوت من الأطفال إلى الشباب إلى الشيوخ أو الكبار كبار السن، وكل ما زاد عمرنا كل ما قلت ساعات النوم التي نحتاجها، وقد تصل في سن الستين والسبعين إلى 4 ساعات ليلاً.

ثانياً: نوم الليل هو أفضل من نوم النهار؛ لأنه أكثر راحة للجسم، ويحدث الأرق إما بتقليل ساعات النوم أي لا ينام الشخص الساعات الكافية أو لا ينام ساعات كافية بالليل ويعوضها بالنهار، فهذا أيضاً غير كاف، والأرق أسبابه عديدة ومن أكثر أسبابه الضغوطات الحياتية والمشاكل الاجتماعية عندما يمر الشخص بضغوط حياتية معه، ويكثر التفكير فيها فإن هذا يؤدي إلى الأرق.

والأرق يكون مرضيا إذا ارتبط بأمراض نفسية وهناك تكون أعراض أخرى غير الأرق، مثلاً في الاكتئاب يكون هناك فقدان للمتعة، الشعور بالاكتئاب، عدم الأكل، نقصان الوزن وهكذا، فهنا يكون الأرق عرضا من أعراض المرض النفسي، وأحياناً أيضاً في القلق والاضطرابات الذهانية، فهنا الأرق يكون جزءا من المرض النفسي وهذا الأرق لا يكون طبيعيا؛ لأنه جزء من المرض النفسي، ويجب علاج المرض النفسي.

أما الأرق كما ذكرت الذي يكون مرتبطا بمشاكل اجتماعية أو أحداث حياتية معينة، فإنه عادة يزول بزوال هذه الأحداث، ولا يستمر طويلاً، ويعتبر هذا الأرق غير طبيعي إذا استمر لفترة طويلة من الوقت، وهنا نتكلم عن أكثر من شهر، أو عدة أسابيع أو إذا أثر على الشخص، وبالذات إذا أثر على أداء الشخص، وبالذات موضوع التركيز بالنهار وأدائه للأعمال، أو سبب له قلقا وتوترا شديدا، وتفكيرا شديدا حوله، فهنا يجب التدخل لعلاج هذه الأرق حتى ولم يكن مصحوبا أو مصاحبا لأمراض نفسية..

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً