الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تضايقني بأسلوبها، فكيف أتعامل معها؟

السؤال

زوجتي تنزعج كثيرا من أسلوبي وتتضايق مني، وتحكم على تفكيري دون أن تأخذ وتعطي معي، وإذا أخذت وأعطيت معاها وشعرت أن كلامي دقيق تزداد غضبا، وتقول لي أنت منزعج من الحديث معي، ولا تتقبل مني أي شيء، وأرد عليها بكل صراحة: أنا لست منزعجا منك، ولا في الأخذ والعطاء معك، ولكن للأمانة اكتشفت متأخرا أني أتضايق عندما تتضايق مني، ولم أظهر لها هذا الشيء، زوجتي من النوع الذي يحب أن يفرض رأيه حتى لو كان رأيها خطأ في كثير من الأحيان، فأحاول أن أنسحب حتى لا يزداد غضبها.

أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ والابن الكريم- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهديك وأن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يُعيد الإلفة بينكم، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أرجو أن يستمر بينكم الحوار، وأن تتجنبوا من القناعات المعلبة لا فائدة، هي لا تفهمه وهو لا يفهمها، ولا يقتنع، هذه نسمّيها بالقناعات المعلبة، فلا علاج لاضطراب الحوار إلَّا بمزيد من الحوار وفق قواعده الصحيحة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على ما يُرضي الله تبارك وتعالى، ومن المهم أن تفهم وتفهم الزوجة أن العلاقة الزوجية طاعة لربِّ البرية، وأن تقصير الزوج ما ينبغي أن يُقابل بالتقصير، كما أن تقصير الزوجة ينبغي ألَّا يُقابل بالتقصير من الزوج.

الخطأ أيضًا ليس من الصواب أن يُعالج بالخطأ، والأمور ولله الحمد يمكن أن تسير في الطريق الذي يُرضي الله تبارك وتعالى إذا حصل هذا التفاهم، وإذا جعلنا المرجعية الشرعية التي تُحدد الحقوق والواجبات هي الأصل الذي ينبغي أن نرجع إليه، ونحب أن نذكّر أن خير الأزواج عند الله هو خيرهم لصاحبه، فكوني مبادرًا بالخير، مقابلة لتقصيرها بالإحسان، {ادفع بالتي هي أحسن السيئة}، هذا هو توجيه القرآن، وهذه هي الروح التي ننتظرها من أبنائنا وإخوانا الرجال، فوصية النبي توجّهت لنا معشر الرجال: ((استوصوا بالنساء خيرًا))، لأن المرأة عاطفية، وكثير من النقص متوقع منها، ونحن ينبغي أن نستلّح بكثير من الصبر وكثير من العقل والوعي والتروّي حفاظًا على كيان الأسرة.

الذي وصلنا يعتبر نتيجة كنا نريد أن نعرف الأسباب، والموضوعات التي يحصل حولها النقاش، ومتى بدأ هذا الإشكال بينكم؟ ما هي المحطات التي تحتاج أن نقف عندها حتى نفهم ما يحصل، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.

نكرر الترحيب بك في الموقع، ونؤيد انسحابك عندما تتعقد الأمور، شريطة أن تعود بعد ذلك بعد فترة لتضع النقاط معها على الحروف، وأرجو أن تقبل برأيها في بعض الأمور التي لا تضرُّ، فأيضًا نحن لا نريد التعنت، نريد التوافق بين الزوجين، نريد أن تكون هناك نوعًا من المروءة، وألَّا يتمسك كل طرف كأنه يواجه عدوًّا، فأنتم تتواجهون في علاقة لا عداوة فيها أصلاً.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيد الأمور إلى صوابها، ونأمل أن تُشجّع الزوجة أيضًا على التواصل مع الموقع وعرض وجهة نظرها، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والهداية، وهي وصيتنا لكم بتقوى الله، ونحب أن نذكّر أن الذي بينكما أكبر من كل النقاط التي تختلفوا فيها، فهذه علاقة زوجية ميثاق غليظ، أرجو أن نعرف مقدار هذه العلاقة، ويكون همّ الطرفين المحافظة عليها، وشكر الله لك هذا الاهتمام والسؤال، ومرحبًا بك..

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً