الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج القلق المزمن واضطراب النوم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نشكركم على هذا الموقع المتميز الذي يقدم خدمة عظيمة لقطاع كبير من المرضى.

أبلغ من العمر ٦٥ عاما، ومنذ أكثر من ٣٠ عاما أعاني من قلق وعدم قدرة على النوم، واتجهت لكثير من الأطباء، وتناولت أدوية كثيرة منها الذي استفدت منه، ومنها ما لم أستفد منه خلال هذه الفترة الطويلة من المرض، وآخر طبيب منذ أسبوع كتب لي دواء لوسترال 50 مجم قرصا صباحا، مع نصف قرص ريميرون مساء، ولكن لم يتم التحسن؛ فلا أستطيع النوم إلا بعد صلاة الفجر، فهل أرفع جرعة الريميرون أم أنتظر لعل العلاج يؤتي ثماره.

لا أعاني من أمراض أخرى سوى ارتفاع في ضغط الدم، وأتناول له علاجا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رفعت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أتفق معك أن اضطرابات النوم قد تكون مزعجة جدًّا للإنسان وتُشعره بالإجهاد الجسدي والنفسي، لكن في ذات الوقت النوم حاجة بيولوجية غريزية، يجب أن نترك النوم يبحث عنَّا ولا نبحث عنه، فإذا قلقنا حوله هذا في حدِّ ذاته يُضعف النوم.

أخي: حسِّن صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، واحرص على النوم الليلي المبكر وفي وقتٍ ثابتٍ، مع الحرص على أذكار النوم، وأن تكون في حالة مزاجية طيبة قبل النوم، وألَّا تذهب إلى الفراش إلَّا بعد أن تحس أنك بالفعل تودّ أن تنام، يعني: يمكن أن تجلس على كرسي وتقرأ في شيءٍ مُعيَّن، أو تقرأ صفحات من القرآن – كسورة الملك – حتى يأتيك النعاس، وتحس أنك محتاج للنوم.

لكن يجب أن تثبت الوقت، بمعنى أن وقت الاستعداد للنوم، أن تجلس على الكرسي، أن تقرأ، أن تكون في حالة استرخاء، هذا يجب أن يكون ثابتًا.

طبعًا تجنب محتويات الكافيين وكل المُيقظات يجب تجنُّبها.

هذه – أخي الكريم – بصفة عامة هي الضروريات التي تُحسّن النوم، وأنا أعلم أنك على اطلاع بها.

أخي: الرياضة الصباحية - على وجه الخصوص رياضة المشي – في مثل عمرك قد تساعد كثيرًا.

طبعًا تكون سمعتَ بعقار (ميلاتونين Melatonin)، هو مركب دماغي، تفرزه غُدة في الدماغ تُسمّى (غدة بانيل PINEL) ويُعرف أن مستوى إفراز هذا الهرمون قد يقلُّ بتقدُّم العمر، بعد سنّ الأربعين أو الخمسين قد يضعف إفرازه، ولذا الكثير من الناس الذين يُعانون من اضطراب النوم – وهم في مثل سِنّك – قد يستفيدون كثيرًا من عقار (ميلاتونين).

فيا أخي: يمكن أن تُجرِّب هذا الدواء، وإن وجدتَّ فيه خيرًا فهذا لا بأس به أبدًا، خاصة أنه سليم جدًّا، يمكن أن تُجرّبه بجرعة خمسة مليجرام.

بالنسبة للأدوية التي وصفها لك الطبيب: هي أدوية جيدة جدًّا، يمكنك أن تتناول الـ (لسترال) صباحًا، لا تتناوله مساءً، لأنه في بعض الأحيان ربما يُضعف النوم. وتناول الـ (ريمارون) ليلاً، والريمارون بجرعة نصف حبة يُحسّن النوم أكثر من جرعة حبة كاملة، ولا أحد وجد تفسيرًا لهذا الأمر أبدًا، لكن ليس هنالك مانع أن تُجرِّبه، جرِّب جرعة ثلاثين مليجرامًا ليلاً، وإن حسَّن نومك فهذا أمرٌ طيب، حيث إن الدواء سليم جدًّا.

أنا أرى أن الدواء الذي يمكن أن تُضيفه في حالة أن جرعة الثلاثين مليجرامًا من الريمارون لم تحسّنك ولم تستفيد من الميلاتونين ففي هذه الحالة يمكن أن تُضيف عقار (كواتبين/سوركويل) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، أعتقد أن ذلك سوف يُساعدك كثيرًا على النوم ولا شك في ذلك.

أخي الكريم: الدعاء، الاستغفار، أذكار النوم يجب أن نحرص عليها وبتيقُّن كامل أنها نافعة بإذن الله تعالى.

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأسأل الله لك نومًا سعيدًا هنيئًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً