الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أستطيع ضبط أعصابي والسيطرة على غضبي

السؤال

السلام عليكم، تحية طيبة، وبعد.

أنا فتاة بعمر 24 سنة، تخرجت من الجامعة منذ سنة، والآن لا زلت أبحث عن عمل، كانت أموري طيبة جداً، كنت في منتهى الهدوء والراحة ولم أتوتر أبداً حتى في المواقف الصعبة.

أما في الآونة الأخيرة ومع حدوث جائحة كورونا، ومع تعرضي لبعض الضغوطات من قبل الأهل، ومنذ بداية الحجر المنزلي، أي تقريبا منذ 7 شهور، بدأت أفقد السيطرة على أعصابي، أصبحت سريعة التحسس والغضب من أبسط شيء، وعندما أفقد أعصابي لا أستطيع ضبطها ولا أستطيع السيطرة على نفسي، حيث أثناء عصبيتي أتكلم كلاماً جارحاً جداً، بحيث كثير من الناس الذين أحبهم جداً غضبوا مني بسبب كلامي وأسلوبي الجارح، وبعدما أهدأ قليلاً أشعر بالندم الكبير بسبب ما قلته.

أريد فقط أن أحاول ضبط أعصابي والسيطرة على غضبي، أريد نصائحكم مع كامل تقديري وامتناني وتحياتي لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لبنى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك استشارات سابقة تحدث فيها عن علة الوسواس القهري واضطراب الآنية والاكتئاب ونوبات الهلع، وهذا يدل أنه في الأصل لديك قابلة للقلق وللتوترات ولنوبات الغضب التي تحدثت عنها الآن.

قطعًا أيام الدراسة كانت طاقات النفسية الوجدانية كلها موجّهة نحو الدراسة، وبعد التخرج والبحث عن العمل بدأت هذه الطاقات النفسية التي كانت تُستهلك في الدراسة بدأت تحتقن، وتزداد، وتحوّلت إلى طاقات نفسية سلبية، ظهرت في شكل قلق وتوتر، وقطعًا موضوع الكرونا والحجر المنزلي هذا أيضًا زاد من الضجر لديك، وزاد من الاحتقانات النفسية والطاقات النفسية السلبية.

أيتها الفاضلة الكريمة: الأمر في غاية البساطة، الحجر استفاد منه الكثير من الناس، لأنهم أحسنوا إدارة وقتهم، العائلة جلست مع بعضها البعض، توطدت العلاقات فيما بينهم لدرجة كبيرة، بعض الأسر جعلت لنفسها برامج كإنشاء حلقات قرآن، وتدارس القرآن، القيام برياضة جماعية، حتى وإن كان ذلك داخل المنزل، تنظيم طريقة الطعام، تنظيم النوم، تنام الأسرة في أوقاتٍ معينة وتستيقظ في أوقات معينة...وهكذا، فليست هذه الجائحة كلها شر، لا، هنالك فوائد كثيرة.

من وجهة نظري يجب أولاً أن تنظمي وقتك، أن تحسني استثماره، وأن تعبري عن ذاتك أولًا بأول، لأن ذلك سيُبعدك من التعليقات والتعبير الجارح للآخرين، مارسي أي رياضة، داخل المنزل أو خارج المنزل، طبقي تمارين الاسترخاء، تمارين ممتازة جدًّا، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) يمكنك اتباع ما ورد في هذه الاستشارة، وهذا سوف يفيدك كثيرًا.

عاملي الناس دائمًا بخلق حسن، وعاملي الناس كما تحبي أن يعاملوكِ، فلا تغضبي، والإنسان دائمًا يحاول أن يحسن تعابير وجهه ولغة جسده ونبرة صوته، هذه أساسيات ثلاثة للتواصل الاجتماعي ما بين الناس.

هذه نصائحنا لك، وحتى يقل القلق والتوتر لديك يمكن أن تتناولي دواءً مضاد للقلق والغضب والانفعال السلبي، الدواء يُسمَّى (ديناكسيت) تناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله، قطعًا هو سليم وبسيط جدًّا، وسيساعدك كثيرًا إن شاء الله، لكن من الضروري أن تُطبقي الإرشادات التي ذكرتُها لك، مهمّة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً