الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تصرفاتي تدل على ضعف الشخصية؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة وهي أني مسالم جدا، مثلا لو كنت في المواصلات وحدث شجار أو مشكلة بين الركاب أو بيني وبين أحد لا أنطق بأية كلمة، وأصمت تماما، ولو دخلت مصلحة حكومية وصرخ بي أحد من الموظفين من غير سبب أصمت ولا أرد، أغلب الأوقات أترك حقي ولا أستطيع أن أطالب به، لو أحدا اتهمني بالسرقة أعطيه نقودي حتى يسكت رغم أني لم أسرق شيئا، وهناك مواقف كثيرة مشابهة.

لو أحدا صرخ بي بصوت عال خاصة والدي وأخي الصغير أشعر بالرغبة في البكاء، علما أني سأتخرج بعد أيام قليلة من كلية الهندسة، وكلما أردت أن أختار زوجة أختار فتاة صغيرة، أهلها بسطاء، والسبب أني أريد أن أعيش حياة هادئة، بل أخاف من الزواج من إنسانة متعلمة مثلي، فتتعبني وتتهمني في شخصيتي، فهل شخصيتي طبيعية أم أني مريض نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: لا أعتقد أنك تعاني من أي مرض نفسي، الذي تعاني منه هي ظاهرة، فشخصيتك شخصية مهادنة، لا تحب أبداً أن تدخل في صراعات للدرجة التي قد لا تطالب بحقوقك كما تفضلت، وربما تكون أيضاً شخصيتك شخصية تجنبية بمعنى أنك تتجنب حتى المواقف البسيطة، وأيضاً ربما يكون فيك شيء من الحياء، والخجل الداخلي البسيط، والحياء شطر من الإيمان.

أنا أعتقد أنك تحتاج أن ترتقي بنفسك وتعلم نفسك التنافسية، التنافسية الشريفة في الحياة مطلوبة هذا مهم جداً، أن تثابر في عملك فأنت قد تخرجت الحمد لله، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي هذا مهم جداً، وأريدك أيضاً أن تطور شخصيتك من خلال تعلم فنون المخاطبة هذه مهمة جداً، كيف تبدأ الكلام، كيف تتحكم في تعابير وجهك، نبرة صوتك، حركتك الجسدية هذه كلها مهمة وضرورية، وأعتقد أن الانخراط في أي عمل اجتماعي سوف يؤدي إلى ثقل شخصيتك بصورة إيجابية جداً، أي نشاط اجتماعي، خيري، ثقافي، انضمام لحلقات تحفيظ القرآن هذا كله سوف يعود عليك بإيجابية كبيرة فيما يتعلق بنمط حياتك وكيفية التفاعل.

وتذكر أمر آخر يجب أن لا تقلل من قيمة ذاتك، نعم الإنسان يجب أيضاً أن لا ينظر لنفسه بعلو وتكبر أو ما نسميه بانتفاخ الذات، الوسطية في الأمور أفضل دائماً، فأرجو أن تعيد تقييم شخصيتك بصورة منصفة وفيها شيء من الشفافية، لا تأخذ ما ليس لديك ولا تتنازل عن ما تستحق، أيضاً أنت محتاج أن تطور ما نسميه الذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني هذا علم راق جداً، يعلمنا كيف نتعامل مع أنفسنا بصورة إيجابية، وكيف نفهم أنفسنا، وكيف نوجهها التوجيه الصحيح، وفي ذات الوقت كيف نتعامل مع الآخرين تعامل إيجابي وبصورة صحيحة، أنا أريدك أن تقرأ حول هذا العلم، علم الذكاء العاطفي، توجد كتب كثيرة جداً، أولها وأفضلها وأشهرها كتاب الذكاء العاطفي لدانيال جلومان، وهو المؤلف الذي ساهم كثيراً في بناء هذا العلم، علم الذكاء العاطفي وقد كتب كتابه هذا عام 1995 ويعتبر رائداً أساسياً في هذا العلم كما ذكرت لك.

أخي أعجبني جداً أنك مقدم على الزواج، لكن حقيقة يجب أن تبحث عن المرأة الصالحة، ليس من الضروري أبداً أو ليس من المفترض أن تبحث عن المرأة المهادنة أكثر مما يجب، وأنا متوقع -إن شاء الله- أنك سوف تتحسن كثيراً بشرط أن تغير مفاهيمك حول ذاتك والآخرين وتطور تواصلك الاجتماعي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً