الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتقزز من جوارب زوجي، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ 8 سنوات، زوجي يعرف أني لا أستطيع ملامسة جواربه، لذلك هو يضعها في الغسالة، وأنا أنشرها بعد الغسل، فأنا أتقزز منها، وهو يجبرني أن ألمسها، وتحدث بيننا مشكلة بسبب هذا الموضوع، فهل علي ذنب؟

{لا يكلف الله نفسًا إلَّا وسعها}.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.

نحن في موقع الشبكة الإسلامية فتوانا نُرجِّحُ فيها القول بوجوب خدمة المرأة لزوجها في البيت بما جرى به العُرف بين الناس، وهذا دلَّت عليه أحاديث كثيرة، فقد جاء في صحيحي البخاري ومسلم أن فاطمة – رضي الله تعالى عنها – أتتْ والدُها النبي صلَّى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرَّحى وتسألُه خادمًا، فهذا حال بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تخدُم في بيتها وتطحن الحب بالرحى حتى تأثَّرتْ يدُها من هذه الخدمة.

وأسماء بنت أبي بكرٍ كانت تخدم زوجها الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس وتسوسُ هذا الفرس وتحتشُّ له، كما جاء في الأثر عنها، وتنقل النوى على رأسها من أرضٍ بعيدة إلى منزلها.

فهذه الأخبار والآثار عن نساء الصحابة استدلَّ بها كثير من أهل العلم على أنه يجب على المرأة أن تخدم زوجها في البيت، في شؤونه الخاصّة.

ولكن هذا مُقيَّدٌ بقدرتها وعدم الإضرار بها، لذا نصيحتُنا لك أن تبذلي وسعك في أن تقومي بخدمة زوجك، وممَّا لا شك فيه – أيتها الكريمة – أن تواضعك لزوجك وإعانته والقيام بخدمته ممَّا يُحسِّنُ العلاقة بينكما ويُديم الأُلفة، ويُقوِّي الروابط والأواصر بينكما.

لكن إن كنت تتضررين بالفعل وتجدين مشقّة في هذا الفعل الذي يطلبه منك؛ فإن كان يمكن تجنُّب المُؤذِي بأن تنصحي زوجك بأن يُسرع في التغيير قبل تغيُّر الروائح مثلاً فيما يلبسه من الملابس، وخاصّة ما يُلبس على الرِّجل، فهذا فيه إرضاءٌ له وتيسير لما ستقومين به.

أمَّا إذا كنت لا تستطيعين ذلك ولا تقدرين على فعل هذا وتتضررين به بالفعل فإنه لا يلزمك ذلك، ولا إثم عليك فيه، لأن الله تعالى يقول: {لا يكلف الله نفسًا إلَّا وسعها} كما ذكرتِ في سؤالك، ويقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}، وغير ذلك كثير من الآيات والأحاديث الدّالة على أن الإنسان لا يُكلَّف إلَّا ما يقدر عليه.

ولكن في هذه الحال ينبغي لك أن تكوني لبيبة ذكيّة في كيفية التعامل مع زوجك، وإقناعه بأنك تجدين في هذا الفعل ضررًا ومشقّة نفسيَّةً لا تستطيعين تحمُّلِها، فإحسانك في جانبٍ آخر سيُغطي التقصير في هذا الجانب.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً