الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تناولي المخدرات عجزت عن ممارسة حياتي الطبيعية، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

‏سوف أقول لكم هذه الرسالة، وأنا مستحي ‏‏مما فعلت، ‏كنت مرة مع أصدقائي في حفل، وشربت الخمر واستنشقت مخدر الكوكايين، ‏وتعرضت ‏لهلوسة قوية، وصداع في ‏الرأس، وطنين قوي، واختناق حتى كدت أن أموت، وفي الغد أصبحت ‏‏‏الرؤية ضبابية، وكانني مخدر،‏ صارت عندي هذه الحالة كل يوم لمدة شهر، ‏ولحد الآن، وأنا غير قادر على فعل شيء، أو ليس لدي الرغبة لفعل شيء، وعندما أخرج أحس بدوار، ولا أستمتع بالرؤية كأنني لا أرى ‏شيئا، وعيناي مزغللتان، وأشعر بألم من كثرة النظر، وعندما أفيق في الصباح ينتابني شعور عصبي، ولا ‏أستمتع ‏بشيء، وأحس كأنني ‏فاقد الوعي، ‏‏وأشعر بالخوف أن يبقى هذا الإحساس طيلة حياتي، أو ‏يصيبني بالجنون، وأنا في الغربة، سامحوني على ضعف لغتي العربية، ‏وأتمنى أن تشخص حالتي، ‏‏فأنا ‏‏‏لا أعرف ماذا أفعل؟ ‏يجب علي أن أشتغل، وأنا لا أقدر أن أشتغل في هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل الناس تخطئ يا أخي الكريم، وبالذات الشباب، وأهم شيء أن لا نستمر في الخطأ، ونرجع عنه ونتوب إلى الله، الكوكايين دائماً عنده تأثيرات شديدة عند استعماله، وأحياناً يؤدي إلى حالة قريبة من الاضطراب الذهاني يا أخي الكريم، الحمد لله أنك توقفت عنه، وأهم شيء أن لا تعود إليه، الذي تحس به قد يكون جزءا منه مرتبطا باستعمال الكوكايين بالذات، وبمرور الوقت وبعدم استعمالك له مرة أخرى سوف تختفي هذه الأعراض.

ثم هناك عاملان آخرين، العامل الأول هو وجودك بالغربة والضغوط النفسية التي تعاني منها، مما جعلك الآن تشعر بقلق وتوتر، وثانياً البحث عن العمل والإحساس بالبطالة أيضاً يؤدي إلى القلق والتوتر، فإذاّ التوقف عن الكوكايين واستعمال المخدرات هما الخطوة الأولى التي يجب أن تستمر عليها.

ثانياً: يجب عليك الاستمرار في حياتك العادية، حاول يا أخي الكريم أن يكون لك برنامج يومي الآن وأنت عاطل، ومن بين هذا البرنامج هو ممارسة الرياضة، الرياضة اليومية وبالذات رياضة المشي لمدة نصف ساعة تؤدي إلى الاسترخاء.

ثالثاً: عليك مثلاً وضع جدول أو روتين يومي؛ بحيث أنك تقوم مثلاً بتنظيف المكان الذي تعيش فيه، أو الطبخ أو تحضير الأكل وهكذا.

وأيضاً يكون عندك برنامج يومي، أو خطط في كيفية الحصول على العمل، وحتى ولو أدى ذلك إلى تحسين اللغة مثلاً في هذا البلد الذي تعيش فيه، أو مثلاً تعلم الكمبيوتر إذا كنت لا تعلمه أو تحسين وضعك، فإن هذا أصبح ضروريا جداً في كل الأعمال التي تود أن تحصل عليها..

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات