الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع فشلي في الدراسة والتجارة، ما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكراً جزيلاً لكم على المجهودات التي تقومون بها.

أنا كنت شخصاً عادياً، وبعد خسارتي في امتحان شهادة البكالوريا توجهت للتجارة، وبعد فترة توفي والداي الكريمان، رحمهما الله برحمته الواسعة، ومع مرور الوقت أصبحت الأمور تتحسن ونجحت في التجارة، إلى أن قررت الدخول في مشروع آخر، واستلفت المال ودخلت في مشروع فاشل، ثم مشروع ثان، وكنت ضحية نصب واحتيال، وذهبت أموالي.

نفس الشيء مرة أخرى دخلت مشروعاً آخر واستلفت المال وكنت ضحية نصب واحتيال وذهبت أموالي، وذهبت للعدالة التي لم تنصفني لعدم ثبوت الأدلة.

من ذلك الوقت أصبحت لا أثق في نفسي، وأقول إنني إنسان فاشل، ونتيجة الضغط تمزقت شبكية العين، وتأخّرت في العلاج وأصبحت لا أرى من عين واحدة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت لا أثق في نفسي، وأحس أنني إنسان فاشل، وكل شيء أصبح صعباً علي.

حاولت ممارسة الرياضة، وتعلم لغة إنجليزية وبقيت مدة طويلة دون تعلم، وحاولت تعلم أشياء جديدة دون جدوى، كل شيء صعب علي.

أصبحت أخاف من المستقبل والزواج وتحمل المسؤولية، وفشلت في العمل مجدداً، وكل ما أقوم بعمل لا أحسنه، وأحس بالتعب وأقول في نفسي: كيف لك القيام مجدداً وأنت فاشل.

تراكم ديون وكبر سن بدون زواج أصبحت مرهقاً نفسياً، ومرات لا أنام الليل كاملاً، ومرات أخاف من الموت والمرض، ومرات من المستقبل.

مع العلم أنني أصلي ومرات أعجز حتى عن الصلاة، اسمحوا لي على الإطالة لم أعرف كيف أبدأ السؤال، والمهم أرجو مساعدتي، وتقبلوا تحياتي وتقديري لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زعيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز، مشكلتك تتلخص "بعدم التخطيط". وبشكل مباشر وعمليّ، يمكنك اتباع الإجراءات التالية لإعادة تخطيط حياتك من جديد:

-ما مضى، مضى وانتهى، والحسرة وتذكر الخسارة، لن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه، على العكس، ربما يسبب لك مزيداً من الضيق والأمراض التي يعود منشؤها إلى التأزم النفسي. لذا، عليك محاولة "عدم التفكير" بما جرى. وانهض من جديد فالحياة الحالية إن لم تكن قويا صابراً ساعياً، فلن تستطيع مجاراة ظروفها وأحداثها.

-الثقة بالنفس مصدرها الرئيسي هو "النجاح". ولكي تنجح عليك أن تضع هدفا قابلا للتحقيق، واسعى على تحقيقه، ولكن يجب أن يرتبط هذا الهدف بوقت محدد لإنجازه.

- حدد ميولك المهنيّة، فمن الطبيعي أنك تميل إلى مهنة محددة، وترى بنفسك أنك تتقنها أكثر من سواها.

- البدء بالبحث عن عمل يتناسب مع قدراتك، وحاول في حال وجدت عمل أن تلتزم به.

- أثناء استمرارك بعملك الثابت، فكر بعمل مشروع صغير خاص بك، ويوجد جمعيات تموِّل هذه المشاريع، بحيث لا تكون الخسارة حتمية، ولا تكون كبيرة بنفس الوقت.

- في حال نجحت في الخطوتين السابقتين، أو حتى في الأولى مبدئياً، فكر بالارتباط بزوجة صالحة، وأن يتم ذلك بشكل بسيط، وغير مكلف بشكل مبالغ فيه.

- للتخلص من خوفك من المستقبل، عليك أن تكون أكثر ثقة بالله، فالله هو الذي ييسر الأمور، ولكن علينا أن نجتهد ونعقل قبل الاتكال على الله "اعقل وتوكل" ، لذا عليك أن تُحدد أولوياتك، قل: عليّ أولاً أن أقوم بعمل كذا ثم كذا، بمعنى رتب أولوياتك لكي لا تبقى تائهاً.

- واظب على صلواتك، فالصلاة تنظم حياة الإنسان المسلم، وتجعله أكثر اطمئناناً. وستشعر بسعادة وارتياح حتى وأنت في أصعب الظروف.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً