الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي وأريد التقدم لفتاة.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا على وشك التقدم لفتاة لا أعرفها، ولا هي تعرفني يعني بطريقة تقليدية عن طريق الأهل، أمي مثل أي أم لطالما أرادت أن تفرح بابنها، فأنا في عمر مناسب للارتباط، ومن ثم الزواج، لكن مشكلتي هي أنني شخص محبط بسبب أني شخص غير اجتماعي، وقلة هم الأشخاص الذين أعرفهم، وأتواصل معهم عند الحاجة، فقط حياتي عبارة عن عمل جزئي ووقتي، أغلبه في الدراسة أي أنني لا أخرج كثيرا من البيت، ومنذ فتره علمت أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي، فأنا أعيش في بلدة السكان فيها يعرفون بعضهم البعض، لكني أنا الشخصية الخفية التي تتهرب من مقابلتهم حتى لا يسألوني من أنت؟ هل أنت حقا من بلدتنا ولماذا لم نرك من قبل.

بصراحة لا أملك لهم الإجابة، ومنذ فترة امتلكت الجرأة، لا أقول أني من النوع غير الاجتماعي، أنا شخص محتار، ولطالما أردت أن أتغير وأكون إنسان كباقي البشر.

بالنسبة لموضوع الخطبة، الموضوع بين الأهل، وأهلها موافقون لأنهم يعلمون أن أهلي من خيرة الناس، وأن أولادهم متعلمون ومثقفون، هذه سمعة إخوتي وأهلي لكن ليس أنا! أخاف أن أخيب ظنهم فيّ، فكيف سأتقدم لفتاة وأنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، وماذا سأحدثها عن نفسي! ماذا أقول؟ فقد مللت التصنع.

مع العلم أن الفتاة متدينة وحافظة للقرآن وجميلة، ولطالما رغبت بهذه المواصفات، وأنا شخص لست ملاكا، لكنني لم أخطئ في حياتي، لم أشرب ولم أزن، صلاتي متقطعة، لكني لن أتركها وحالي كحال أي شاب، أعزب فأنا مدمن على العادة السرية، وأحاول جاهدا أن أتركها.

أتمنى مشورتكم، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، فيما يلي مجموعة إرشادات عملية مباشرة، سوف تساعدك في التخلص من القلق الاجتماعي، والعادة السرية بمشيئة الله.

- اطرح على نفسك الأسئلة التالية: لماذا أقلق وأخاف من المواجهة الاجتماعية؟ هل يوجد سبب حقيقي يجعلني أشعر بتلك المشاعر؟ أم أنها مشاعر ليس لها أي مُبرر؟

- احصر المواقف التي يرتفع فيها مستوى القلق الاجتماعي لديك وقم بترتيبها من الأكثر تأثيراً إلى الأقل تأثيراً، واكتبها، وابدأ بتفنيدها، فإذا كان أحد المواقف التي ترهبك اجتماعياً، هي المناسبات في البلد، قل في نفسك، لماذا أبتعد عن مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم ولماذا إذا زرت أقاربي أنتهز أي فرصة للعودة إلى البيت؟ ما الذي يمنع من زيارة شباب البلدة والحديث معهم، ومعرفة أفكارهم، إذا قمت بإجبار نفسك في البداية على خوض تجارب اجتماعية مع الآخرين ومشاركتهم مناسباتهم، هنا أنت بدأت تسير في المسار الصحيح.

- فكر، خطط، واجه: وهنا ليس من المهم أن تتكلم، ولكن "ماذا" و"متى" تتكلم، إن تنظيم الأفكار قبل الحديث يمنحك قوة المواجهة وفصاحة الرد، وتصبح أكثر جرأة على الحديث.

- بالنسبة للخطبة، أنت لديك قلق من المواجهة، لذا عليك تحضير المواضيع التي سوف تتحدث فيها مع الفتاة قبل الذهاب إليها، وهذه الموضوعات قد تكون عن دراستها، اهتماماتها، ما تحب أن تشاهد وتتابع، ولا تدخل في الجوانب الشخصية من الزيارات الأولى، بمعنى، لا تسألها عن أطباعها، أو تقول لها أنا أحب كذا وأكره كذا في الحياة أو في الفتيات، فهذه الأسئلة تُخيف الفتاة المقبلة على الارتباط؛ لأنك بالنسبة لها شيء مجهول تريد اكتشافه، وهي كذلك بالنسبة لك، لذا مرة بعد أخرى سوف تتعرف عليها، وتذكر أن فترة الخطوبة هي للتعارف والتقارب والتفاهم، وليس بالضرورة أن تنتهي بالارتباط الرسميّ بينكما، فقد لا تعجبها صفاتك، أو لا تعجبك صفاتها وشخصيتها.

- إحدى الآثار السلبية لإدمان العادة السرية، أن الشخص يشعر بأن شخصيته غير متزنة ومرتبكة، والسبب أن تفكيره مُنشغل بالخيالات الجنسية، والجنس الآخر، وللتخفيف من العادة السرية ومن ثم الانتهاء منها، عليك البدء بالتقليل من عدد مرات الممارسة بالتدريج، وعدم الذهاب إلى السرير إلا عندما تشعر بالنعاس وأنك سوف تنام بأي لحظة، واحرص على أن تبقى على وضوء في جميع الأوقات، وصل كل الصلوات في وقتها، فهذه الإجراءات سوف تنظم تفكيرك بطريقة إيجابية تجعلك لا تفكر إلا بالأمور الإيجابية لجسمك، وتبعدك عن ممارسة هذه العادة التي تتطلب منك نقض الوضوء والاغتسال في كل مرة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً