الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة في دعوة الأهل إلى الله تعالى

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

سؤالي: ما هو الحل أمام أشخاص يستمعون للأغاني، ويتفرجون الدش، علماً بأني أشتري شرائط لشيوخ وأجبرهم على استماعها، ولكن عندما أذهب أو أبتعد عنهم يرجعون ثانية لسماع الأغاني والتفرج للدش؟

ملاحظة: من كثرة منعي لهم صاروا يكرهونني، ويريدون لي الشر، ما العمل إذا كان الأب والأم في صفهم؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

ابني العزيز: أسأل الله لك الثبات والسداد، ونفع الله بك أهلك والعباد، وزادك الله حرصاً وتوفيقاً، ونحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

أنت بإذن الله خير مثال للفتى الصالح الذي يحب الخير لأهله، وبعد أن أؤكد لك سروري بهذه الروح الطيبة أذكرك بضرورة الحكمة في دعوة الأهل إلى الله، واحرص على أن يكون النصح بالأسلوب اللين اللطيف وفي الأوقات المناسبة، وتجنب لحظة اندماجهم وانشغالهم ببرامج الشر والفساد، واجتهد في توفير البدائل الطيبة من أشرطة القرآن والمحاضرات والدروس لأشياخ مميزين.

ويفضل أن تكون دعوتك لهم أفراداً، واحرص على زيادة البر لوالديك حتى يشعروا بعظمة هذه الدين وفوائد الالتزام بآدابه وأحكامه، وكسبك لود والديك أو أحدهما مما يعينك على أداء رسالتك في الإصلاح، ويمنحك مزيداً من الصلاحيات في تغيير المنكرات.

كما أرجو أن تفرق في طريقة النصح، فالنصح للوالدين ينبغي أن يكون مغلفاً بالآداب والعطف والشفقة والحنان، ولنا في خليل الرحمن عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أسوة في ذلك، وعند التأمل نلاحظ أنه كان يبدأ نصحه بقوله: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [سورة مريم:42-45].

أما النصح لإخوانك؛ فينبغي أن تراعي عامل السن، فالأكبر يجب أن يشعر باحترامك له، والصغار ينبغي أن يشعروا بعطفك عليهم، وكل عاصٍ يحتاج إلى الشفقة والدعاء له بالليل ودعوته إلى الله بالنهار، ويحسن بك أن تربط الذكور بالمساجد، واصطحبهم إلى أماكن الدروس والمحاضرات، واجعلهم يشاركون في اختيار الأشرطة النافعة؛ حتى لا يشعروا أن جرعة الدواء مفروضة عليهم، وبذلك نسد المنافذ والأبواب على الشيطان الذي يصد الناس عن هذا الدين.

ولن تضرك إرادتهم للشر، ولكن الأفضل أن تتلطف معهم، وتتبع الأساليب الدعوية التي ذكرناها، وستجد أفضل منها عند دراسة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى الله تعالى.

زادك الله حرصاً ونفع بك بلاده والعباد، ورزقك الثبات والسداد، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً