الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبة هلع تسببت لي بوساوس كثيرة

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على هذا الموقع الرائع.

مشكلتي هي أنني كنت جالسة، وفجأة جاءني خفقان قلب شديد مع تعرق، وهبات ساخنة، وأحسست نفسي أني سأصرخ، وأني لا أعرف نفسي!

استمرت هذه الحالة 15 دقيقة، بعدها دخلت في دوامة الوسواس، وأن ما أصابني مس، انقلبت حياتي رأساً على عقب، وانسدت شهيتي، ولا أستطيع النوم، وكثرة الوساوس، وإحساس بضيق وهلع وخوف من مس قد أصابني، مع خوف من خروج من المنزل فلا أبرح مكاني خوفاً من سقوطي في خارج، أو تنتابني نوبة أخرى.

دخلت في اكتئاب فأصبحت لا أقوم بأي أشغال في المنزل، ومنعزلة أكثر، وما ينغص حياتي هو الوساوس، فكل دقيقة تقتحم فكري أفكار وسواسية، مع ضيق في الصدر، وخوف شديد.

اطلعت على بعض المواضيع فوجدتها نوبة هلع، فهل ما أعانيه هو نوبة هلع؟ وما هو علاجها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين مع اضطراب الهلع رهاب الساحة، وعادةً يحدثان مع بعضهما البعض، اضطراب الهلع هو تكرار نوبات الهلع، والخوف من حدوثها مرة أخرى، والخوف من حدوثها خارج المنزل، حيث لا يجد الشخص المساعدة المناسبة.

لذلك يحصل له رهاب الخروج من المنزل أو ما يُعرف برهاب الساحة، وهما مرتبطان مع بعضهما البعض، وعلاجهما واحد، وهو إحدى مشتقات الـ SSRIS، إمَّا الـ (سبرالكس) أو الـ (باروكستين) أو الـ (سيرترالين).

أنا دائمًا أفضّل الـ (سبرالكس) في علاج اضطراب الهلع، والذي يُعرف علميًا باسم (استالوبرام)، وهو أكثر دواء فعّال في اضطراب الهلع، وجرعته عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك الانتظار لعدة أسابيع - ثلاثة إلى أربعة أسابيع على الأقل - حتى تبدأ هذه الأعراض في الاختفاء.

بعد اختفاء الأعراض نهائيًا ورجوعك للحالة الطبيعية يجب عليك الاستمرار في الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد إكمال هذه الفترة – ستة أشهر – يجب التوقف عن الدواء بالتدرج وعدم التوقف عنه مرة واحدة، حتى لا تحدث ما يُعرف بالأعراض الانسحابية من الدواء، والتوقف إمَّا أن يكون بسحب 25% من الجرعة كل أسبوع أو كل أسبوعين، حتى يتم التوقف منه تمامًا.

هناك أيضًا علاج يُسمَّى بالعلاج السلوكي المعرفي، فإذا كان في الاستطاعة مع معالج نفسي سلوكي معرفي فهذا يكون أفضل، مع العلاج الدوائي يُعطي نتائج أفضل، ولا يؤدي إلى عدم حدوث انتكاسة أو ظهور الأعراض مرة أخرى بعد التوقف من العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً