الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج من فتاة ووالدتها ترفض.. ما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرفت على فتاة عمرها 22 عاما، وعلى خلق ودين، ووالدها متوفىً، ولها أخ متزوج، مسافر للعمل بالخارج، ولها أخوات، الكبرى متزوجة، وأختان أكبر منها لم يتزوجن، وهي الصغرى، أراد الله وأصبح بيننا حب كبير جدا، وتفاهم قوي، وتقارب بالفكر، وارتياح شديد، ولقد تقدمت لخطبتها وعرضت كل شيء عن حياتي، أني منفصل، ولدي شركتي الخاصة، وعمري 47 عاما، ولدي طفلان مع أمهم، وأنا متقدم لابنتكم بمفردي، وسيكون لها شقتها الخاصة وأحب ابنتكم، وأريد الزواج بها.

فقالت الأم بعد ذلك:" سألنا عنك، وأنت ذو خلق ودين واحترام وأصل، وأهلك محترمون، أهل دين، وكل شيء ممتاز، ولا يعيبك شيء، لكني غير مرتاحة، وأخبرتني أن ابنتها لديها أمراض كثيرة منها سرعة ترسيب، وضعف بعضلة القلب، والقولون العصبي، والتهاب جدار المعدة، وضعف جهاز المناعة، وإلخ...، ولكن لا يمنعها ذلك من زواجها بك، فأخبرتها أنني موافق، وأحبها رغم ما قالته، فرفضت الأم، فأخبرتها ابنتها أنها تحبني، ولا تريد غيري زوجا، فرفضت الأم أيضا، وبناء على رفضها رفضت الأسرة كلها، وإن وافقت الأم توافق الأسرة كلها، فماذا أفعل؟

لا أريد الزواج بغيرها، ولا تريد ابنتها الزواج بغيري، وتلك الأم تقول إنني على خلق ودين واحترام وأدب وأصل، وأسرتك محترمون، وأهل دين، وعملك متميز، وتستطيع الزواج، والقيام بأعبائه والإنفاق، ولكن فارق السن، أو يوجد شيء يجعلني غير مرتاحة، وتقول أريد رؤيا تجعلني أوافق عليك، أو يحدث شيء يجعلني أوافق عليك، فماذا أفعل بالله عليكم؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الكريم – في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ويُرضيك به، وأن يكتب لك السعادة، ويُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

إذا كان الأمر كما ذكرت والتوافق موجود بينك وبين الفتاة المذكورة ورأي أُمّهم واضحٌ فيك وفي أهلك، وهي رضيتْ دينك وأخلاقها، ولكنّها تمتنع لأجل شيءٍ كما تقول في نفسها، فلا نملك إلَّا أن ننصحك بتكرار المحاولات، وإدخال أصحاب الوجاهات، وتذكيرها بحق هذه الفتاة وبمصلحتها، ونسأل الله أن يُعينك على إقناعها.

وممَّا نُوصيك به أن تُكرر الطرق للأبواب، وتكرر المحاولات، وتبحث عن أُناس من أهلها، من إخوانها وأخوالها وأعمامها، يمكن أن يؤثّروا على هذه الأُمّ، طالما كانت هي العائق الوحيد أمام إتمام هذا الزواج، وهي أيضًا تمدحك بما فيك من أخلاق ودينٍ وقدرة على القيام بتكاليف الزواج، فنسأل الله أن يُعينك على الخير، ولا نملك إلَّا أن نوصيك بتكرار المحاولات، واتخاذ الوسائل، وإزالة المخاوف الموجودة عند هذه الأم.

ونحن نؤكد أن فارق العمر لا يضرُّ كثيرًا إذا وجد التوافق، فالتلاقي بين الأرواح، وهي (جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، ولعلَّ مصلحة الفتاة بالأمراض المذكورة في أن تكون مع رجل من أمثالك ممَّن يستطيع أن يقوم بالواجبات كاملة، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، وأن يُقدّر لك ولها الخير ثم يُرضيكم به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً