الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لي الحق في الاستخفاف بحساسية أختي المبالغ فيها؟

السؤال

السلام عليكم..

أختي حساسة جدا، وتدقق في أبسط الأمور، ودائما تتحسس من أمور أنا أعتبرها سخيفة، وفي آخر مرة طلبت أن لا أذكر موضوعا يتعلق بها، ولكن واجهتها وأخبرتها أنني سأقولها وإن لم يعجبها، فهي المذنبة، وأنني لن أتحمل حساسيتها المفرطة، وأنني لست مخطئة أبدا، فهل أنا على صواب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجاح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك.

مما لا ريب فيه أنّ حقوق وواجبات الأخوات البنات على بعضهنّ البعض كثيرة، ومنها: احترام خصوصيّة كل أخت، واستقلاليّة شخصيتها.

كما أنّ الأخت الكبيرة لها أثر إيجابي على نفوس أخواتها، إنّ تميزت بفكرها وشخصيتها وصدق محبتها واحترامها لتفاصيل المساحة الخاصة لأخواتها البنات.

وكما نحب أن يحفظ الناس لنا أسرارنا، يجب علينا أن نحفظ للآخرين أيضاً أسرارهم، قال الحسن البصري رحمه الله: "إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك"، فالأخوات هن "بيوت أسرار" لبعضهنّ البعض لذا يجب حفظ الأسرار، وبناء عليه أنصحك بما يلي عزيزتي نجاح :

- عليك أنّ تتعاملي مع أختكِ باحترام ومحبة؛ فلا تتجاهلي ما يزعجها وإن كان في نظركِ تافها، فلا تسخري منه.

- تقربي منها، وتحدثي إليها، واحتويها بحنان الأخت لتشعر بالأمان، وأن تكوني لها ناصحة لا ناقدة، فتخافين عليها قدر خوفك على نفسك.

- أن تحبي لها كل الخير، ولا تحملي عليها أي كره، وعدم التمادي في أي تصرف يزعجها، وعليك أنّ تتصرفي بطريقة ذكية.

- أختك تحتاج لمن يُطمئنها، ولا بد أن تعطيها المزيد من الاهتمام، لتشعر بكينونتها، كما من حقها أنّ تُعبر عن مشاعرها وما يزعجها، وأنّ تحدد ما هي الأمور المهمة أو السخيفة من وجهة نظرها.

- تقربي إلى أختك، وأظهري اهتمامك وحبك لها، واكسبي ثقتها لتصبحي صديقتها، وتشاركوا معاً في بعض النشاطات أو الخروج سويا، واحترمي حديثها وأفكارها، ولا تتعاملي معها كالمعلم مع التلميذ.

- اعلمي أنها في حاجة إليكِ كاتمة لأسرارها، وساترة على عيوبها، وأنّ لا تخبري أحدا عن أمورها الخاصة.

- لا تنتقدي تصرفاتها وأفعالها، ومن منا بلا عيوب، ومن المهم أيضاً مدحها وذكر إيجابياتها ومحاسنها أمام الجميع.

- تذكري أنه سوف يأتي يوم وكل واحدة منكما سوف تتزوج، وتكون لها حياتها الخاصة، ولا يبقى بينكما سوى الذكريات، فلتكن ذكريات طيبة، وخيركم من عامل أهله بالحسنى.

- اشتركي معها في عمل مشترك، وليكن قراءة القرآن والتدبر، أو إعداد بعض الأطباق والحلويات المحببة لديكما، أو زيارة بعض الصديقات فهذا من شأنه زيادة روابط الألفة والمحبة بينكما بإذن الله تعالى.

أسأل الله أن يجمع قلبك وقلب أختك على ما في رضاه، وأن يبدل ما بينكما إلى محبة صادقة.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً