الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يكون الوصول للرضا بما قدر الله وقضى؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سمعت من أحد العلماء الأفاضل أن سعادة الإنسان في يده، ومفتاحها هي الرضا، فإن رضي بقدره فله الرضا ومن هنا تأتيه السعادة.

ما هو تعريف السخط أو عدم الصبر؟ اتخذت قراراً خاطئاً منذ 20 سنة، ولا أزال أعاني تبعاته حتى الآن، لم أتراجع عنه، لأني لو فعلت لدمرت وشردت أناساً غالين على نفسي، وهم أفراد أسرتي.

أكيد أني غير راض عن الوضع الراهن، لكن في نفسي لا زلت أدعو الله أن يغير حالي إلى حال أفضل، وأداوم على الصلاة والعبادات، وأفعل كل ما أظن أنه يرضى الله لكن في قرارة نفسي نادم على قراري، وغير راض عن الوضع، لكن لا أستطيع فعل أي شيء يؤذي أسرتي.

هل أنا ساخط؟ هل أنا صابر؟ أعتقد أني غير راض والله أعلم، كيف أصل إلى مرحلة الرضا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

لا شك أن من أسباب السعادة الرضا بقضاء الله وقدره، وترك التسخط، وهو الكره لما تقع من مصيبة من لوزام هذا الرضا.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط"رواه الترمذي، ومعنى السخط: أي أنه كره بلاء الله وفزع ولم يرض بقضائه، " فله السخط منه تعالى وأليم العذاب، ومن يعمل سوءاً يجز به، والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه.

أما ما حصل منك من قرار أدركت أنه خطأ بعد ذلك، وأنت لا تقدر على تركه لأنك تخشى من مفاسد أنت تعلم أنها ستقع، هذا يدل على وقوع البلاء عليك، وينبغي عليك الصبر، فإنه خير لك ولا ينفع الندم الآن، لأنه لا ينفعك ويضر بحياتك، وإنما قل:" الحمد على كل حال" وأنت ما زال عندك نوع من الرضا، بدليل أنك لم تظهر الكره، وما زلت تدعو الله أن يعينك على تحمل تبعات هذا الأمر، والذي أنصحك به أيضاً وحتى تصل أكثر إلى مرحلة الرضا عليك أن تكثر من قول: " قدر الله وما شاء فعل" وتكثر من قول:" إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرًا منها" وكما جاء في الحديث ما قال ذلك عبد:" إلا أخلفه الله خيراً منها" رواه مسلم.

هذا الاخلاف قد يكون في الدنيا أو في الآخرة، ثم أنصحك أن تبحث في الجوانب الإيجابية لما حصل، ولا شك أنها موجودة، وقد تعادل الجوانب السلبية أو أكثر منها، وبهذا تطيب نفسك، وحاول أن تنسى التفكير في هذا البلاء، لأنه لا فائدة من التفكير فيه.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً