الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لقائي بزوجي متباعد وإذا جاء اختلطنا بأهله.

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، زوجي مقيم في أوروبا، أنا لا أراه إلا بعد 6 أو 7 شهور، للأسف نحن على هذا الحال لسنتين ونصف، وهذه المرة سأراه بعد 10 أشهر، إن شاء الله، فأنا لدي ابن لكن هو أيضاً محروم من أبيه.

الذي أعاني منه أن زوجي منذ أن تزوجنا كل ما أتى يفرض علي الإقامة عند أهله، فلم يتسن لي أن اسمتعت معه بالحياة الزوجية لوحدنا، ولو لشهر واحد، وهذا أتعبني نفسياً وعصبياً، خصوصاً أن أم زوجي تنتقدني كثيراً مما يزيد تعبي.

ما حكم طلب زوجي؟ فهو دائماً يخشى من غضب أمه ولو على حسابي وصحتي وابني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يجلب لك السعادة والاستقرار.

نحب أن نؤكد أن الأصل هو أن تكون الزوجة مع زوجها، وأن يكون معها، وأن يُخصص لك أوقاتاً، ونسأل الله أن يُعين زوجك على الوفاء لأهله وعلى إعطائك حقك الشرعي، وإعطائك الفرصة ووضعك في المكان الذي تستطيعين أن تمارسي فيه حياتك الزوجية الكاملة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

أولاً: بالنسبة لمسألة البُعد – ستة أشهر، سبعة أشهر، وتطول إلى عشرة – هذه أرجو أن تتفقوا عليها، لأن هذا فيه تضحيات من الطرفين، إذا كنت لا تستطيعين الصبر فمن المهم أن تُكلّمي زوجك بوضوح حول هذه المسألة ليجد الحل.

أمَّا إذا كنت تشعرين بأنه يُضحي وأنك تضحين وأن في ذلك مصلحة في مستقبلكم الأسري ولمصلحة الأبناء إن شاء الله في مستقبل حياتهم، فأرجو أن تكون التضحية مشتركة، وكذلك الصبر بينكم في هذا الجانب مشترك، وأن يلتمس كلٌ منكم العذر لشريكه.

بالنسبة لفترة وجوده معكم وحرصه على أن تكوني في بيت الوالدة: أتمنّى أن تُشجعيه أن يحفظ لك الخصوصية، وأن يحاول أن يأخذك في أوقات بعيدًا عن الأسرة، حتى ولو تذهبوا إلى فندق في مدينة، إلى رحلة قصيرة، لتعودوا بعدها، لأن الوقت المخصص من الأهمية بمكان.

أمَّا بالنسبة لما يحصل من والدته فأرجو أن تصبري عليها، فهي في مقام الوالدة، ودائمًا الكبار في السن لهم تعليقات ولهم كذا، نتمنَّى ألَّا تقفي عندها طويلاً، تُحسني الاستماع وتصبري عليها من أجل زوجك.

نحن لا يعني أننا نُؤيد ما يحصل، أو نؤكد أنه سهل، ولكن الإنسان من الضروري أن يتكيّف ويتأقلم مع كبار السّن الذين قد يكون نقدهم مؤلماً، لكن في الأخير هم يريدون مصلحتنا، وهم طبعًا يعيشون على زمانهم، وبعض الملاحظات ليست في مكانها، لكن من المهم أن تُحسني الاستماع، ونتمنَّى أن يتفهم زوجك مثل هذه المعاناة، ويوفّر لك دعماً معنوياً، ويعوضك عن هذا التعب.

نؤكد أن المرأة إذا وجدت دعماً معنوياً فإنها تنسى الكثير من الأتعاب التي تواجهها في حياتها، وحبذا لو تواصل زوجك معنا ليعرض وجهة نظره، ثم ليسمع التوجيه من إخوانه من الرجال، فإن الأمر يحتاج إلى أن يسمع مِنَّا التوجيهات المباشرة، التي تُعينُه على الوفاء لك وحسن المعاشرة لك كزوجة، وأيضًا تُعينه على القيام بالواجبات تجاه والدته.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً