الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انقلب حالي وأصبحت أوسوس بعد تناول الدواء، فهل سأعود طبيعيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي: أنني في يوم من الأيام تناولت الدواء وكانت الجرعة أكثر من تحديد الطبيب، وعندما انتبهت لذلك أصبح قلبي يدق بسرعة، وعندما ذهبت إلى المستشفى قالوا: بأنني على ما يرام، وأن الضغط ودقات القلب سليمة، ولكني أصبحت أضع يدي على قلبي للتأكد هل دقاته سليمة أم لا؟

وفي يوم من الأيام شعرت بأن دقات قلبي زادت، وخفت خوفا شديدا، واعتقدت بأنني سأموت أو سوف أجن، وبعدها شعرت وكأني بنصف عقل، وأن هناك ألما خلف أذني، قمت بالفوحوصات، وكان كل شيء على ما يرام.

وبعدها ذهبت إلى طبيب نفسي، وقال: لدي وسواس، وعلمني على كيفية التغلب على هذه الوساوس،
وكان لكل وسواس حالة، واليوم أنا أوسوس على أنني شخص آخر، وأعلم جيدا بأن هذا ليس صحيحا، إلا أن هذه الفكرة تراودني، فكيف يمكنني علاج الوسواس وخاصة هذه الحالة؟

معلومة: الوسواس بدأ عندي منذ أسبوعين فقط.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تذكري – أختي الكريمة – نوع الدواء الذي تناولته، هل هو دواء نفسي أم دواء آخر؟

على أي حال: معظم الأعراض التي حصلت هي قلق وخوف من أن يكون حدث لك شيء، فزيادة دقات القلب هي أعراض قلق وتوتر، وكذلك أصبتِ بنوبة هلع واضحة، وبعد ذلك أخذ القلق منحى وسواسيًا، أو المخاوف أصبحت مخاوف وسواسية.

وعلاج المخاوف الوسواسية – والوسواس بصورة عامة – إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًّا أو الاثنين معًا، والعلاج النفسي هو علاج سلوكي معرفي، ويُفضل أن يتم تحت إشراف معالج نفسي متمرس.

تحتاجين من عشرة إلى خمسة عشر جلسة، الجلسة عادة تكون أسبوعيًا، لمدة خمسين دقيقة، في هذه الجلسة يقوم المعالج النفسي بتدريبك على مهارات معينة للتغلب على هذه المخاوف الوسواسية، ويطلب منك تطبيقها، ويُراجع النجاحات والإخفاقات في الجلسة التي تليها، وهكذا حتى تستطيعين التغلب على هذه المخاوف الوسواسية.

وإذا أردت أن تُضيفي دواء فهناك دواء يُعرف باسم (فلوكستين) ويُعرف تجاريًا (بروزاك)، وهو دواء آمن جدًّا، وجرعته كبسولة فقط في اليوم، لمدة ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر.

ولكن طالما مشكلتك بدأت بالأدوية فأنا أفضّل أن تأخذي العلاج السلوكي فقط، وليس دوائيًا – أختي الكريمة – وإن شاء الله سوف تتخلصين من المخاوف الوسواسية التي تعانين منها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً