الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أطلب العلم الشرعي، وأحدد أولوياتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالبة جامعية، تخرجت هذا العام، أشعر بأني مشتتة، فأنا أعمل على تنمية ذاتي في العلم الدنيوي لأجل أن أجد عملا مناسبا، وأقدّم على فرص عمل بالفعل، ولكنني حتى وأنا أقدم أشعر بالخوف من أن اُقبَل؛ لأنني أريد استغلال هذه الفترة وتقسيمها ما بين العلم الدنيوي، وما بين رعاية أهلي وتزكية نفسي، والأهم وهو أنني أريد أن أطلب العلم الشرعي، فماذا أفعل؟

أنا أقتطف مشاهدات من الدروس على اليوتيوب، ولكن بلا منهجية معينة في أنني سأتعلم كذا لأجل كذا، أو هذا ثم ذلك، وعلمت أنه الأفضل لو أنني أتعلم على يد معلمة، أو في معهد، ولكني لا زلت أبحث عن هذا المكان، ولا أعلم هل سأجد أم لا؟ وإن وجدت فربما يتعارض بعد ذلك مع العمل إن قدر الله لي بعمل.

ولكن مبدئيا ما المنهجية التي من الممكن أن أتخذها لأتعلم العلم الشرعي؟ أو لأكون على المدى البعيد داعية أو مربية أو معلمة قرآن، فأنا أجد قلبي في هذه المواطن.

ثم كيف تكون أولوياتي؟ يعني مثلا هل أولا عنايتي بالقرآن (العلم الشرعي)، ثم أهلي، ثم تزكية نفسي، ثم تنمية نفسي في العلم الدنيوي، أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، وأسأل الله أن يوفقك إلى كل خير، على ما ذكرت:

- لا شك أن البحث عن فرصة عمل هذا أمر حسن، وينبغي أن تحرصي عليه حتى يكون لديك دخل ثابت تنفقين فيه على نفسك.

- ومن جانب آخر أحيي فيك الرغبة في طلب العلم، وعلو همتك في كونك تريدين أن تكوني طالبة علم، ونسأل أن ييسر لك ذلك، والذي أنصحك به، فيمكن عبر الآتي:

* عليك الالتحاق بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم، وإتقان القراءة والحفظ على يد معلمة متمكنة من ذلك في أحكام التجويد، لأن هذا العلم مهم لمن أراد قراءة القرآن وحفظه كما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

* عليك بطلب العلم بما لايسع المسلم جهله من أصول العقيدة والفقه وأصول الأخلاق، ويمكن أن تلتحقي بحلقة علمية، فتدرسين كتاب أصول الإيمان لنخبة من العلماء بإشراف صالح آل الشيخ، وكتاب الفقه الميسر لنخبة من العلماء، وكتاب أصول المنهج الإسلامي لعبد الله العبيد.

* وبعد دارسة ما لايسع المسلم جهله، وبعد الاستشارة لأهل العلم، في دراسة تخصص في فن معين من العلوم الشرعية إذا رأيت متسعا من الوقت.

- وإذا كنت لا تجدين حولك طالبة علم بجوارك لتدرسي عندها، فيمكنك الدخول إلى بعض المواقع العلمية التي تعينك على ذلك مثل أكاديمية البناء المنهجي، وقناة المجد العلمية وغيرها.

- طلب العلم إذا كان بطريقة منظمة وبجدول وساعات محددة، فإنه لن يتعارض مع العمل.

- وأما بخصوص تزكية النفس فيكون بطلب العلم وحسن العبادة وكثرة الذكر، ومع مواصلتك في طلب العلم تتعرفين عليه أكثر.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً