الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشتت وعدم انتباه وانعزال وتبلد في المشاعر!

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الاكتئاب، وكنت آخذ أفيكسور، وقبلها أربيبركس، ولكن الأربيبركس أثر علي وجعلني أمشي مثل الرجل الآلي، أوقفه الطبيب وقال لي: هناك بديل مستورد، ولكنه غير موجود.

مشكلتي في الإنجاز، أريد أن أفعل أشياء كثيرة، ولكنني أسوفها، وأستثقل كل عمل، وأرغب في الجلوس بمفردي.

كتوم لا أحب كثرة الكلام، زوجتى تعاني من قلة كلامي، لا أتكلم كثيرا، أفضل الراحة والنوم، لا أكتفي من النوم، أنعزل كثيرا وأتهرب من مسئولياتي، أشعر أنني مشتت في فكري، متبلد في المشاعر.

كثيرا ما أنطق بجمل ناقصة، كلامي غير مترابط، إن أردت أن أعبر عن شيء يكون كلامي غير معبر، أشعر بتنافر الألفاظ في أي موضوع أريد التحدث عنه، ومتسرع.

توقفت عن العلاج الآن لأن الأفيكسور جعلني أثرثر ولا أتحكم بالكلام، ومشكلتي أنني أشعر بتشتت الانتباه والتسرع، ومقاطعة الآخرين في كلامهم، ولا أستطيع التركيز.

أفتقد إلى الإنجاز، وهذا يدخلني في اكتئاب، كل عمل أستثقله وأتردد فيه، خسرت تجارتي بسب التسويف وعدم الدافعية والإنجاز، فرحت كثيرا بأثر الأربيبركس، ولكن آثاره الجانبية تسببت في إيقافه.

أريد علاجا، ولا أستطيع الذهاب للطبيب، وكيف أعرف أن عندي تشتت انتباه أم لا؟

أنا عصبي وسريع الغصب، كسول جدا، نظرتي للأمور كثيرا ما تكون ناقصة وغير مكتملة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكرته في استشارتك هي أعراض اكتئاب واضحة، وعدم التركيز أو تشتت الانتباه والانفعال أحيانًا تكون من أعراض الاكتئاب النفسي، ولكن لفت انتباهي شيئان:

أولاً الاستجابة (للأربيبركس aripiprex) وهو طبعًا في الأصل مضاد للذهان، ولكنّه بدأ يُستعمل كمثبت للمزاج، وبالذات في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الذي يأتي بنوبات اكتئاب متكررة.

ثانيًا: ما ذكرته من أن (إيفكسور effexor) جعلك تُثرثر ولا تتحكم في الكلام، فهل أنت تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية؟ هذا مهم لتحديد العلاج، وهذا لا يتأتى إلَّا بتقييم شامل لك، وأخذ تاريخ مرضي مفصّل، وكشف للحالة العقلية، وقد يحتاج الطبيب أيضًا أن يقابل شخصا قريبا منك مثل زوجتك، فلابد من الذهاب إلى الطبيب حتى ولو بعد حين.

ولكن حتى ذلك الوقت أرى أن تأخذ واحدا من مثبتات المزاج، مثل (كاربامازيبين Carbamazepine) أو (تجريتول Tegretol) مائتين مليجرام في اليوم، لمدة يومين، ثم أربعمائة مليجرام بعد ذلك لمدة يومين، ثم ستمائة مليجرام بعد ذلك، ويمكن أن تأخذها مائتين مليجرام في الصباح وأربعمائة مليجرام ليلاً، وتستمر على هذه الجرعة، -وإن شاء الله- تساعدك حتى تستطيع أن تقابل طبيبًا نفسيًّا ويقوم بتقييم شامل وتحديد التشخيص، هل هو اكتئاب أم هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية؟ لأن الاضطراب الوجداني يتطلب -كما ذكرت- العلاج بمثبتات المزاج، وليس بمضادات الاكتئاب فقط، والاستمرار على التجريتول يكون لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، أو حتى إلى حين استطاعتك مقابلة الطبيب النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً