الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أخرج من كآبتي وتخيلاتي عن ماضي زوجتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب متزوج ولدي أبناء وأنا على استقامة -والحمد لله-، عندما كنت في العشرينيات وبعد أن كنت مواظبا على المسجد حصل مني ضعف في الإيمان، فابتعدت عن الطريق لفترة، وفي تلك الفترة تعرفت إلى زوجتي الحالية، وكنت أتحدث معها وألتقيها، وصارحتني بأنها في سن المراهقة تعرضت للاعتداء الجنسي من أحد الأقارب، حتى كاد ينتهك عذريتها وترك فيها صدمة نفسية خرجت منها بعد مدة وبصعوبة، فتقبلت الأمر بصعوبة، وذلك بسبب رجولتي ثم تزوجنا وأنجبنا الأولاد، ولم أهتم بالأمر هذا قط في حياتي معها.

لكن منذ فترة قصيرة أصبحت تراودني التخيلات والتفكير في تلك الواقعة، وأصبت بالاكتئاب، وزوجتي تسألني وأتهرب من سبب الاكتئاب، لكنها أحست بعد أن عرفت أني أغار، فأصبحت أحاول عدم جرحها، وأحاول دفع اكتئابي، ولم أجد حلا للنسيان، وهذا يعذبني ويدخلني في أزمة نفسية، حتى إني أحيانا أجهل وأتمنى الموت بسبب تلك التخيلات وما عرفت عن الواقعة، فأرجو منكم مساعدتي للتخلص مما أنا عليه، علما أن زوجتي على استقامة وتتعب من أجل التربية والمنزل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الفاضل – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل مع الموقع، ونحيي حسن العرض للاستشارة، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يجلب لك الطمأنينة، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن المشاعر السالبة التي تنتابك بين الفينة والأخرى هي من عدوّنا الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وهم الشيطان كذلك أن يُخرِّب البيوت، فتعوَّذ بالله من شيطانٍ لا يريد لنا الخير، وإذا ذكَّرك الشيطان بما حصل لهذه المسكينة فتعوَّذ بالله من شرِّه، واثبت على ما أنت عليه من الخير، وتذكّر ما عليه هذه الزوجة من استقامة وخير وطاعة لله تبارك وتعالى

اعلم أنها ليست مسؤولة بما حصل لها، لأنه لم يكن بإرادتها، كما أن الذي حصل لم تكن هي سببًا فيه، وأنت مشكور على سترك عليها، فلا تُفرِّط في هذا الأجر الذي حصّلته بهذا الخير الذي فعلته مع هذه المرأة التي تقوم على العيال خير قيام، وهي -ولله الحمد- مستقيمة، ولستَ مسؤولاً عن ذلك الماضي، وليست هي أيضًا عليها حرج في الذي حصل لها رغمًا عنها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

المهم: كلما حاول الشيطان أن يُذكّرك بما حصل ويجلب عليك الأحزان تعوَّذَ بالله من شرِّه، واشتغل بالذكر والتسبيح والسجود لله تبارك وتعالى، واعلم أن هذا العدو يندم إذا استغفرنا، ويحزن إذا تُبنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، ينفر ويذهب عنَّا إذا استعذنا بالله منه، واعلم أن هذا الشيطان لا يستطيع أن يقترب من عبدٍ يذكر الله تبارك وتعالى، فكن من الذاكرين لله تبارك وتعالى كثيرًا، ولا تُظهر هذه الأحزان أمام زوجتك، واقطع التوتر، ولا تستمر مع هذه الخواطر السالبة التي يسوقها الشيطان من أجل أن يُعكّر عليك وعليها صفو الحياة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونبشرك بخير كثيرٍ في هذا الستر والاستمرار على ما أنت عليه من الخير، ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والثبات والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً