الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من فتاة عمرها مساوٍ لعمر الشاب

السؤال

أريد أن أتزوج فتاة على خلق ودين وجمال، لكنها في نفس سني ومعي في نفس الصف الجامعي، وأمي لا تحبذ لي ذلك، وتقول: إن عليك أن تختار زوجة أصغر منك؛ ليكون الزواج ناجحاً، فهل هذا الكلام صحيح؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ابني الكريم: أسأل الله أن يكتب لك التوفيق والنجاح، وأن يصلح لنا ولكم الذرية وبعد،،،

فما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا، ولكن أرجو أن يكون صلاح الدين وكمال الأخلاق هو المطلوب، فاظفر بذات الدين تربت يداك، وعمر الجمال الظاهري محدود، أما الدين والأخلاق فيستمران مع الإنسان في الحياة وبعد الممات، وينال بهما الإنسان فلاح الدين والنجاة في الآخرة، وليس للزواج سن معينة، فرسولنا صلى الله عليه وسلم تزوج من خديجة وهي أكبر منه بخمسة عشر عاماً، والفاروق رضي الله عنه تزوج أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما وهو يكبرها بنحو من خمسين سنة، فالعبرة بالدين والصلاح، وقبل ذلك بتوفيق الله وطاعته وفي ذلك سعادة الدنيا والآخرة.

وإذا وجد مع الدين والأخلاق التناسب في الأعمار فذلك خير، ولكن ليس صغر عمر الزوجة من شروط الزواج الناجح.

وكلام الوالدة أيضاً له وجاهته، وهذا كلام أهل الخبرة والممارسة، ولكن العبرة كما ذكرنا بالدين والأخلاق، ونسأل الله أن يوفقك لما يرضيه، وسوف يكون هذا الزواج ناجحاً إذا كان الحال كما ذكرت من كمال الأدب والدين وجمال الصورة، واحرص على أن تنال موافقة الوالدة، واجتهد في البر بها والحرص على إدخال السرور عليها، واطلب منها الدعاء لك، وابدأ هذا الموضوع بالاستخارة والتوجه إلى الله، واجعل علاقتك بهذه الفتاة وفق الضوابط الشريعة (( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))[البقرة:189].
فلا تتوسع في علاقتك قبل إتمام مراسيم العقد الشرعي، والحب الحقيقي يبدأ بعد الزواج، وأرجو أن تؤسس حياتك الأسرية على طاعة الله.

أسأل الله أن يكتب لكما التوفيق والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً