الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتوم جداً ولا أستطيع التعبير عما يجول بخاطري

السؤال

أنا كتوم جداً، في معظم الأوقات لا أستطيع التعبير عما يجول بخاطري، إذا أردت عمل شيء ما أعمله بدون كلام، حتى في العمل لا أتواصل مع زملائي إلا إذا تكلموا معي.

لا أمل أن أسمع أي شخص يتكلم، وأحس نفسي كالإسفنجة تمتص كل كلامه، لم يكن سهلاً كتابة هذه السطور، إذا سألتني بأي وقت ماذا تحس أو تشعر يا يحيى؟ لا أستطيع التعبير بطلاقة عما أشعر.

أنا قليل الكلام لدرجة أنه لا يلاحظ وجودي بأي مجموعة من الأشخاص، والأمر لا يزعجني لكني أحس أنه مزعج لزوجتي، وأحتاج أن أصلح نفسي لها.

كل ذلك ينعكس على درجة تذكري لكل هذه المواقف في معظم الأوقات، لا أستطيع النوم إلا إذا تذكرت مواقف من طفولتي، ولا أدري إذا كان ذلك منفصلاً عما تكلمت عنه، لكن في معظم الأيام تتردد علي مواقف من طفولتي أو مراهقتي التي لا أعلم لماذا تطرأ في هذا الوقت، وعادة نفس المواقف تمر على ذاكرتي قبل النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: الصمت إذا لم تكن أسبابه عضوية في جهاز الكلام، ولا يعود إلى سبب نفسي، فهو صفة من صفاتك، والصمت ليس من الصفات المذمومة إذا كان ضمن الحدود المقبولة اجتماعياً، أما إذا تخطى ذلك أصبح مشكلة يجب حلها؛ لذا أنصحك بما يلي:

- اختر موضوعاً ترى نفسك قادراً على الحديث عنه.

اكتب النقاط الرئيسية على ورقة وضعها أنامك، وخذ هاتفك وسجل صوتك وتكلم عن هذا الموضوع بتوسع، وبكل ما تعرف عنه، بعد أن تنتهي اسمع ما قمت بتسجيله، وحدد نقاط القوة والضعف في حديثك، أعد التسجيل مرة ثانية وتلاف الأخطاء التي وقعت بها في المرة الأولى. اعمل على تكرار هذه التجربة أكثر من مرة، واختر موضوعات متنوعة، مثلاً، اختر الموضوع الذي كان عليك أن تتحدث فيه أمامهم بطلاقة.

-التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وذلك يكون بالجلوس في التجمعات العائلية، والبدء بالمشاركة في النقاشات بالتدريج.

-اختر الموضوعات التي يمكنك الحديث فيها، وبنفس الوقت، ناقش وتحدث مع الناس بموضوعات مشتركة وذات أهمية، بحيث ينجذب الطرف الآخر للحديث معك بدلاً من النفور أو الانسحاب من جلستك وأحاديثك.

-حاول أن تجعل كلامك مفتوحاً،أي أن تكون عباراتك عبارة عن أسئلة تجعل من أمامك يرد عليها وتكون تلك الردود طريقة لوصل الكلام والتفاعل المستمر، لكن احذر أن يشعر الطرف الآخر بأنَّه جالس أمام محقق يحقق معه ويستجوبه.

-استغل الفرصة المناسبة وتحدث عن مواضيع تجيدها أو لك فيها معرفة، واستفض في الشرح مع التواصل مع من حولك وجذب انتباههم بطرق عديدة (التواصل بالعين، حركة اليدين، الأسئلة المحفزة).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً