الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس وشك بوجود الله، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة كبيرة جداً كلما أفكر بالله تعالى يأتيني شعور بقلبي كأنه شك -والعياذ بالله-، وأني أكرهه ولا أريده، وأحاول دفعه، ولكن يبقى ولا يروح، وأنا غير موافق عليه، وأحاول الإعراض عنه، ولكن دون فائدة، وكلما يطمئن قلبي بعد ربع ساعة أعود للحزن ويضيق صدري كثيرا.

أنا أحاول وأرى إذا يوجد لدي إيمان أم لا، وأحس أنه لا إيمان لدي، فهل أنا كافر أو منافق؟ فأنا لا أريد هذا الشعور أبداً!

فسؤالي هو: هل هذا يعتبر وسواسا أم شك حقيقي -والعياذ بالله-؟ وإذا كان وسواسا فكيف أعالجه؟ وإذا كان شكا حقيقيا -والعياذ بالله- فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُذهب عنك هذه الوساوس ويثبت قلبك، وهذا الشعور الذي تجده – أيها الحبيب – هو مجرد وسوسة من الشيطان، يريد أن يصدك عن الطريق الذي يوصلك إلى الله تعالى وإلى رضوانه، وأمَّا الإيمان فموجود في قلبك، نحسبُك كذلك والله حسيبُك، ودليل الإيمان الموجود في قلبك هو كراهتُك لهذا الشعور وهذه الوساوس وخوفك منها والنفور منها، فهذا دليل على وجود الإيمان المخالف لهذه الوساوس؛ إذ لولا وجود هذا الإيمان لما شعرت بهذا الانزعاج، فاطمئن على إيمانك، ولكن أنت مطالب بأن تأخذ بأسباب مدافعة هذه الوساوس، وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه الوسائل ولخصها في ثلاث إجراءات لابد أن تتخذها لتدفع هذه الوساوس عن نفسك، وأن تكون جادًّا في هذا قبل أن تتسلَّط عليك هذه الوساوس فتُوقعك في أنواع من المضايق وتُفسد عليك حياتك.

الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى مَن عرضت له هذه الوساوس بقوله: ((فليستعذ بالله ولينتهِ))، وفي حديث آخر: ((فليقل آمنتُ بالله))، فهذه ثلاث وصايا نبوية الْزَمْها وسيعافيك الله تعالى من هذه الأعراض الوسواسية.

أوَّلُ هذه الوصايا: اللجوء إلى الله تعالى بطلب الحماية منه، (فليستعذ بالله)، فإذا داهتمك هذه الوساوس قل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وأكثر من قراءة المعوذتين.

الوصية الثانية: الانتهاء عن التفكير في هذه الوساوس وتركها وتحقيرها، وعدم المبالاة بها، فلا تبحث عن أي أجوبة للأسئلة التي تطرحها عليك هذه الوسوسة، فهذه الوسوسة قد تحاول تشكيك في الله، فلا تبحث عن أدلة، لأن البحث عن الأدلة في هذه الحال استرسال مع هذه الوساوس واستجابة لها.

وأنت مطلوب منك أن تُعرض عنها تمامًا، والله تعالى لا يحتاج في وجوده أدلة أكثر من نفسك أنت، أنت فيك ما لا يُحصى من الأدلة الدالة على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وفي كل شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنه الواحدُ، والله تعالى يسألنا في القرآن: {أفي الله شك فاطر السموات والأرض}، كيف يصح أن يشك إنسان في وجود الخالق مع رؤيته لكلِّ هذه المخلوقات من حوله في غاية الدقة الدالة على قدرة هذا الخالق وعلمه وحكمته ورحمته.

وأنت ولله الحمد مؤمن بهذا كلِّه، ولهذا نصيحتُنا أن تُعرض تمامًا عن هذه الوساوس ولا تلتفت لها ولا تهتمَّ بها.

الوصية الثالثة: الإكثار من ذكر الله تعالى عمومًا، لأنه قال في الحديث: (فليقل: آمنت بالله)، وذكر الله تعالى هو الحصن الذي يتحصّن به المسلم من أعدائه الشياطين، فلُذْ به واحتمي به يحميك الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يُيسّر لك الخير ويتولى عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً