الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد مروري بظروف صعبة أصبت بنوع من اللامبالاة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري ٢٥ سنة، لا أعاني من أي أمراض مزمنة -لله الحمد-، لكن منذ ولادتي بابني الثاني وبعد ما مررت به من ظروف صعبة جدا علي ولوحدي وصبرت عليها وتجاوزتها -ولله الحمد والمنه- بعدها أصبت بنوع من اللامبالاة ورد فعل متأخر خاصة (بالحزن)، وممكن أن أعطي رد الفعل بعد ساعات كثيرة وممكن لا، ولا أعرف السبب! وأصدم من نفسي كثيرا، وخاصة أني كنت حساسة جدا من قبل، حتى أني كنت أبكي لأتفه الأسباب، أما الآن لا أستطيع البكاء أبدا، حتى وإن حاولت فأنا لا أشعر بالمبالاة، حتى على أقرب الناس لقلبي، بدأ هذا الشيء يزعجني جدا! ما هو سبب كل ما أعانيه؟ وما العلاج -إن وجد-؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الشعور باللامبالاة – أو الجمود الوجداني، أو عدم التعبير عن المشاعر، والبعض يُسمِّيها (تبلُّد المشاعر) – هذه ظواهر نُشاهدها أحيانًا تحدث بعد الاكتئاب النفسي، هي مرحلة فيما بعد الاكتئاب، وربما يكون مررت بشيء من عُسر المزاج ذي الطابع الاكتئابي حدث لك بعد الولادة، كجزء من اكتئاب النفاس، أو اكتئاب ما بعد الولادة، ومن ثمَّ انتهى الاكتئاب وظهرت لديك هذه الحالة التي تتحدثين عنها.

أنا أعتقد أن العلاج يتمثل في التفكير الإيجابي، تذكري ما هو جميل في حياتك، وهي أشياء كثيرة -إن شاء الله تعالى-، افرحي بذريتك، كوني إيجابية، مارسي بعض التمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية، هذا كله يستجلب للإنسان المشاعر الإيجابية. أيضًا قومي بالمسح بيديك على رأس يتيم، هذا يفيد، يُولِّد في الإنسان أحاسيس طيبة، وأحاسيس جميلة جدًّا.

هنالك دواء يُسمَّى (فالدوكسان) هو أحد مضادات الاكتئاب التي قد تُحسِّن المشاعر لدى بعض الناس الذين ليس لديهم اكتئاب عميق، لكن هذا الدواء لا ننصح باستعماله إلَّا تحت الإشراف الطبي؛ لأنه في حوالي واحد إلى اثنين بالمائة من الناس قد يرفع من أنزيمات الكبد، وإن حدث شيءٌ من هذا يجب التوقف عن الدواء.

أيضًا عقار (ويلبيوترين) والذي يُسمَّى (بوبربيون)، تناوله بجرعة حبة واحدة (مائة وخمسين مليجرامًا) في الصباح يُحسِّن من الدافعية، ويُحسِّن درجة اليقظة عند الإنسان.

ذكرتُ لك هذه الأدوية لمجرد المعرفة بها، ولا أريدك أن تستعجلي تناولها، إن حاولت التفكير الإيجابي، والرياضة، وأن تُفرحي نفسك بما هو جميل، الإنسان يستطيع أن يصنع السعادة لنفسه، هذا أمرٌ لا شك فيه. طبعًا قراءة القرآن أيضًا بتجويد وتدبُّر وتأمُّل تأتي للإنسان بخير كثير.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً