الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابا ولكنه خطب غيري، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

منذ سنة وأنا أدعو الله بأن يكون شخص ما من نصيبي بسبب دينه، وخلقه، وحسن سيرته، بكل يقين وحسن ظن بالله، أنه سيكون من نصيبي، واتخاذ كل أسباب إجابة الدعاء، فقد أحببته حبا شديدا دون أن يعلم، لكني تفاجأت أنه خطب فتاة أخرى بأحد الأيام، ولقد آلمني قلبي جدا، وتعبت نفسيتي كثيرا.

فهل أواصل دعائي بأن يجمعني به الله ويكون من نصيبي من مبدأ أنه لا مستحيل على الله؟ وأنه لربما هذا اختبار من الله لأواصل الدعاء، ويختبر صبري ويقيني به؟ أم أتقبل الأمر وأنساه؟

لقد قرأت كثيرا عن عدم استجابة الدعاء، وكل شيخ يعطي تفسيرا مختلفا، ولقد تشوش عقلي بما يقولون، ومنذ أن عرفت بأمر خطبته وأنا قلبي يتلوى ألما، وما فارقت الدموع عيناي، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقرّ به عينك وتسكن إليه نفسُك.

لا شك -أيتها البنت الكريمة- أنه لا مستحيل على الله سبحانه وتعالى، فإنه يفعل ما يشاء ويقضي ما يريد، ولا شك أيضًا أن الدعاء من أعظم الأسباب الموصلة إلى المطلوب، ولكن قد يدعو الإنسان دعاءً كثيرًا بأمرٍ يتمنّاه ويرجوه ويطلبه ويحرص عليه ثم يُقدّر الله تعالى له شيئًا آخر، لأن الله سبحانه وتعالى أعلم بما يُصلحُ هذا الإنسان، ومع هذا العلم هو أرحم بهذا الإنسان من نفسه، فهو أرحم بك من نفسك ومن أُمّك وأبيك، فقد تحرصين على شيء ويصرفه الله تعالى عنك لعلمه سبحانه بأن الخير لك فيما يُقدّره لك لا فيما تتمنَّينه لنفسك، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فنصيحتُنا لك – ابنتنا الكريم – أن تتوجهي إلى الله سبحانه وتعالى وأن تطلبيه أن يُقدر لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين به في دنياك وفي آخرتك، وهو سبحانه وتعالى قديرٌ على هذا، وجديرٌ بأن تُحسني به الظنَّ أنه سيُجيب دعائك.

وأمَّا التعلُّق بهذا الشخص بعينه فنصيحتُنا لك ألَّا تتمادي فيه، وألَّا تستمري عليه، بل إن كنت حريصة على إسعاد نفسك عاجلاً وآجلاً فجاهدي نفسك لنسيان هذا الإنسان، ومن أسباب النسيان اليأس، فالنفس إذا يئست من الشيء نسته، فاستحضري أنك لا تصلين إلى هذا الرجل، وأنه قد خطب امرأة أخرى، وأن الله قدّر ذلك، وقدَّر أن يصرفه عنك، وأن الخير لك في غيره. إذا تذكرت هذه الحقائق سَهُلَ على النفس نسيان هذا الإنسان، ثم إذا مَنَّ الله عز وجل عليك بالزوج المناسب الصالح فإنك أيضًا ستحبّينه، والحب يُنسي الحب.

فتوجهي إلى الله سبحانه وتعالى أن يرزقك زوجًا صالحًا، وخذي بأسباب ذلك، بأن تتعرفي على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، فهنَّ خير مَن يعنك على الوصول إلى ذلك، واستعيني بمحارمك ممَّن يعتني بأمرك، وسييسر الله لك الخير.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً