الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والداي يتهماني بعمل السحر لهما، فكيف أتعامل معهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر بالضيق الشديد لما حدث لي من والديّ، فأنا متزوج منذ فترة قصيرة جدا، ومنذ أن تزوجت حدثت مشاكل كثيرة تسببت في قطيعة أبي وأمي لي، ويعلم الله أني مظلوم، وأخاف الله فيهما وأدعو الله لهما بالهداية.

ذهبت إليهما وأنهيت كافة المشاكل، ودعوت الله أن يعود كل شيء كما كان، ولم ينته اليوم حتى اتصلت والدتي تتهمني أني وزوجتي نقوم بعمل السحر لها ولأبي، وتقول أنها متأكدة من ذلك، لأنها ذهبت إلى دجال كافر أكد لها ذلك، أقسمت لها أني مظلوم وبريء، وأن الدجال كذب عليها من أجل المال، لكنها هي وأبي لم يصدقاني، وطرداني أنا وزوجتي.

قطعت علاقتي بهما مرة أخرى؛ حتى لا أتهم أنا وزوجتي بمثل هذا، وأنا خائف من الله، وأشهد الله أنني لا أنام بسبب خوفي أن أكون عاقا، وتبطل صلاتي وصيامي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يفرج همك، والجواب على ما ذكرت:
- لا شك أن بعض الأسر يحدث فيها بعضا من هذه المشكلات، والتي سببها الجهل بدين، وسوء الظن، والسماع للوشيات، ولقد أحسنت في كونك حريصا على البر بالوالدين، وأحسنت في كونك أنهيت المشكلات مع الوالدين، وهذا هو الواجب عليك شرعا -جزاك الله خيرا-.

- ومن جانب آخر فإن خروجك في بيت مستقل عن الوالدين فيه خير لك بسبب ما ذكرت، وكون هذا أيضا رغبة الوالدين.

- وأما المشكلة الأخيرة التي ذكرتها فأنت بحاجة إلى المزيد من الصبر والتحمل، وأن تكثر من قول حسبنا الله ونعم الوكيل، وأن تدعو الله أن ينتقم ممن يسعى للنميمة بينك وبين والديك، وحاول أن لا تستعجل في دفع التهمة عنك، فإن هذا سيكون ممكنا مع مرور الزمن، بعد أن تهدأ نفوس الوالدين، ومن خلال تواصلك معهما والإحسان إليهما.

- أرجو أن تؤكد في نفسك أنك لست عاقا وصلاتك وطاعتك مقبولة -إن شاء الله- وعليك أن تعفو عن والديك، وأن تجتهد بإظهار براءتك إن وجدت وسيلة إلى هذا، وأرجو أن لا تحزن ولا تقلق، فأنت على خير فيما تقوم به.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً