الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا كثير الضحك وفي كل المواقف، أرجو تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة جعلتني في حيرة كبيرة، وأصبحت حياتي صعبة.

مشكلتي أنني أضحك بدون سبب، يعني مثلا: أتكلم مع أي شخص في موضوع عادي أو حتى موضوع جدي جدا، وفجأة تأتيني نوبات ضحك، أحاول أن أقطعها بدون جدوى، وعندما أمشي في الشارع تأتيني هذه النوبات، وعندما أتكلم مع شخص أبتسم وبعدما أضحك، وحتى في الجنازة تأتيني أو في العمل أو في سماع شخص يقرأ القرآن أو حتى في الصلاة، وعندما أتحدث بدون ضحك لمدة دقيقة تبدأ نفسيتي في تخيل أن المستمع يعتبرني أحمقا، أو أنني لا شيء، أو أنني أكذب، والكثير من التخيلات، وبعدها أضحك على الموقف.

هذه النوبات منذ زمن طويل منذ طفولتي، وتسببت لي في الكثير من المشاكل والعقد، وأصبحت أريد العزلة لأن هذا الضحك يجعلني أفكر أنني مجنون في أعين الناس، وأقول لنفسي لماذا أضحك؟ ماذا يحدث بداخلي؟ لماذا الضحك في كل المواقف؟ أنا تفكيري حاليا في أنني مصاب بسحر، لأن أهلي قد أصابهم السحر، أرجو تفسير هذه الحالة العجيبة التي جعلتني محتارا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مستخدم جديد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبات الضحك التي تأتي باستمرار ومنذ فترة طويلة ولا تستطيع السيطرة عليها؛ غالبًا ما تكون – أو غالب تفسيرها – أنها اضطراب وسواسي قهري فعلي، أي أن الشخص يقوم بأفعال أشياء متكررة، يجد نفسه مدفوعًا في فعلها، وإن لم يفعلها تحدث له قلق وتوتر، وهذا غالبًا ما يحدث معك، أي أنها نوع من الوسواس القهري الذي يأتي في شكل أفعال، وليس أفكار.

والتشخيص الثاني هو أنه قد تكون مؤشر إلى مرض أخطر، مرض ذهاني، ولكن هذا يُصاحبه عادةً هلاوس وضلالات فكرية، وتدهور في سلوك الشخص، وهذا لم يحدث معك، وعندك استبصار بما يحدث معك، وهذا يمشي مع الوسواس، ولا يمشي مع الاضطراب الذهاني.

فإذًا أنا أرجَّح أن ما معك هو وسواس قهري فعلي، وسواس قهري يأتي في شكل أفعال وليست أفكار أو أقوال. وذكرت أنك أحيانًا يمكنك السيطرة عليها، وهذا مؤشّر إلى أنك قد تستجيب إلى العلاج السلوكي المعرفي، الذي -بإذن الله- يجعلك تتوقف عن هذا، وتعيش حياتك الطبيعية، ولا أرى أنك تحتاج إلى أدوية في الوقت الحالي. فقط عليك التواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات سلوكية معرفية للتخلص من نوبات الضحك المستمرة، ولكي تعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً