الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فرط التفكير مع تهويل الأمور، وتأنيب الضمير الزائد!

السؤال

السلام عليكم.

أرجو مساعدتي في مشكلتي، أعاني من فرط في التفكير مع تهويل الأمور بشدة، مع أنها يمكن أن تكون لا تحتاج كل هذا التهويل، وأيضا وجود تأنيب ضمير مستمر على أشياء تافهة أو على أنني عملت المطلوب مني على قدر ما أقدر في أي أمر، ولكن يظل هناك تأنيب ضمير، مثل أنني وجدت قطة صغيرة جدا وضعيفة وشكلها تبدو لم تأكل من فترة، أردت مساعدتها وحاولت إمساكها عن طريق إعطائها الطعام، ولكنها ظلت تحت السيارة ولم أستطيع إخراجها، وذهبت إلى البيت وأنا ضميري يؤنبني أنني كان يمكنني أن أنقذها.

ولدي أيضا حساسية زائدة مثل عندما يمرض أي حيوان عندي أحزن وأشعر أن الدنيا انتهت، ومعها أيضا تأنيب ضمير شديد، وهذا يجعلني أعيش دائماً مع جلد ذات مستمر، ولا أطيق أن أعيش هكذا أكثر من ذلك.

فأرجو إعطائي السبب والحل، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة: ما تشعرين به شعور طبيعي عند الناس التي تقدر العلاقات ولديها احترام للآخرين، فما ذكرته ليس مستغرباً وهو من الأخلاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف، ولكن وللأسف مع الانحدار في القيم والأخلاق في عصرنا الحالي، أصبحنا نرى الالتزام بالأخلاق، والرفق بالحيوان، ومساءلة النفس أمراً مستغرباً.

- ابتعدي عن الأشخاص الذين يعززون فيك "الحساسية الزائدة".

- فكري بالأمر قبل البدء بالتحليل والتفسير والتحدث فيه، وقلة الكلام دائماً تريح الشخص وتجعله أكثر حكمة وصبراً ويتخذ قرارات صائبة في الوقت المناسب.

- عليك التفريق بين تأنيب الضمير والشعور الإنساني، فأنت لديك شعور إنساني واضح يجعلك تتعاملين بعاطفتك مع الأحداث، أما تأنيب الضمير أو الشعور بالذنب: هو ذلك الصوت الداخلي الذي ينبهك دائما بأنك قمت بفعل يتنافى مع قيمك وأخلاقك.

- مفهومك عن ذاتك أمر مهم، ويجب أن تمتلكي ثقة أكبر في نفسك، وتبتعدي عن الحساسية الزائدة، وعليك تجاهل العديد من المواقف لكي تسير أمورك على ما يرام، لأنك ستواجهين بعض المصاعب إذا قمت بالتدقيق في كل شيء واعتبرت أن ما يحدث لك هو "شعور بالذنب" فهذا سوف يتعبك الآن وفي المستقبل وتحديداً في حياتك الزوجية والأسرية.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً