الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بواسوس أن الواقع الذي نعيشه وهم.. أريد نصيحتكم

السؤال

السلام عليكم

أصبت بوسواس أتعبني منذ سنتين، من ميكانيكا الكم، هناك أشخاص يقولون لي إن الواقع وهم، وإن الأشياء التي لا تنظر إليها تختفي، وإن العلم الحالي يثبت ذلك، فأصبحت أتفقد أغراضي كثيرا، حتى أعضاء جسمي كيدي وقدمي ..الخ.

هل أجد عندكم نصيحة تفيدني؟ أم يجب أن أتعايش مع هذا الواقع؟ والله لا أعلم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل هذا نوع من الوسواس المكتسب، ولكنها وسوسة أيضًا غريبة نسبيًّا، ربما يرى بعض المختصين أنه فيها شيء من الذهانية، بمعنى أن الأمر ليس كله تحت الإرادة، وأنا أعتقد أن العلاج الدوائي مهم جدًّا في حالتك.

تناول أحد مضادات الوساوس، يُضاف إليها جرعة صغيرة من أحد مضادات الذهان، يجب أن يكون هنالك التزام قاطع بالدواء، وبعد أن تبدأ فعالية الدواء – أي بعد أسبوعين إلى ثلاثة – تبدأ بعد ذلك في بتمارين التحقير لهذا الاعتقاد، وتتجاهله تجاهلاً تامًّا، وتصرف نفسك لأشياء أخرى.

هنالك تمارين نسميها بتمارين صرف الانتباه، أي أن نستبدل المحتوى الوسواسي بفعل آخر، مثلاً: قم بأخذ نفس عميق، قم مثلاً بالتفكير في أمر آخر مختلف تمامًا، أمرٌ يتميز بالواقعية ويتميز بالمصداقية، ... وهكذا.

فيا أخي الكريم: الدواء مع تمارين صرف الانتباه، مع التجاهل والتحقير والتنفير، هذه هي الأسس العلاجية.

إن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا أمرٌ جيد، وإن لم يكن فالأدوية المفيدة في حالتك هي عقار (سيرترالين) والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت)، وربما يوجد تحت أسماء تجارية أخرى، والدواء الآخر هو الـ (رزبريادون) والذي يُسمَّى تجاريًا (رزبريادال).

جرعة السيرترالين تبدأ بنصف حبة – خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم حبتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أمَّا الرزبريادون فتتناوله بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله، كلا الدوائين من الأدوية السليمة والفاعلة وغير الإدمانية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً