الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استمرار النظر في عيون الآخرين على ماذا يدل؟

السؤال

السلام عليكم.

استمرار النظر في عيون من أحادثه يشعرني ويشعره بالإحراج، أحيانا لا أركز في كلامه بل في عينه، وأقول هذا أمر تافه فيصبح الأمر عاديا، ثم أعود سريعا كما كنت، أصبح الأمر مرهقا جدا من الناحية النفسية، كنت في الأول أستطيع التواصل مع الجميع بصورة طبيعية أما الآن فلا، نفسيتي محطمة جدا بسبب هذا الأمر.

والأمر الآخر عندي حالة من الخوف، أخاف وأنا ذاهب إلى العمل، أظن أنه ستحدث مشكلة فينتابني الخوف والهلع، أمشي في الطريق فأظن أنه ستحدث مشكلة بيني وبين أي أحد في الطريق.

أنا شخص رياضي، ألعب الملاكمة منذ فترة طويلة، وأصلي، ومحافظ على صلاتي بفضل الله، أخاف أن أنفعل؛ لأن انفعالاتي تكون مؤذية، وأحاول تحقير الأمر فأكون بصورة طبيعية وأتعامل مع الجميع بصورة عادية ثم يعود الخوف إلي مرة أخرى، تعبت جدا، أرجو الإفادة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: النظر في عيني المتحدث يعد أمراً إيجابياً وليس سلبياً ويُشعر الطرف الآخر أنك مهتم لكلامه، ولكن من الصعب على أي إنسان أن يبقى محدقاً بعيني شخص آخر لفترة طويلة لسبب بسيط وهو أن الدماغ يعطي أمرا للعينين لتتحرك وتغير من المنظر وهذا يريح العين، لذا إذا كانت لديك هذه الصفة (النظر في عيون الآخرين) الأفضل أن تنظر ولكن مع وجود فاصل لثانيتين أو ثلاثة تبعد فيها نظرك عن نظر الشخص الذي تحادثه، والاستراتيجية الثانية، هي عندما تنظر إلى عيني الشخص حرك عينيك بحيث تنظران على العين اليمين، ثم الشمال، ثم اليمين ثم الشمال، هذه الاستراتيجية تريحك أنت وتريح الشخص الآخر، لأن البعض يشعر بالإحراج في حال أمعنت النظر لفترة طويلة في عيني الشخص الذي يقابلك.

أما بالنسبة للخوف: اتبع طريقة التفكير العقلاني والمتمثل بالنظر إلى المشكلة ذاتها كمشكلة قابلة للحل، وعدم ترك العنان لتفكيرك في تفسير المشكلة لدرجة عدم قدرتك على المواجهة، بمعنى، أن سبب معاناتنا وحزننا هي من طريقة تفسيرنا للمشكلة وليست المشكلة نفسها، فنحن نغوص في أعماق المشكلة ونحلل ونفسر لدرجة نجد أنفسنا محاطين بكم هائل من السلبية لمشكلة لا تستدعي ذلك كله، في حين بالإمكان أن نجد الحل بطريقة عملية وفورية تجنبنا ذلك كله، ونبقى نتمتع بصحة نفسية ورضا واطمئنان نفسي.

لذا اطرح هذا السؤال على نفسك: ما الداعي للخوف؟ إذا كان كل شيء يسير بشكل طبيعي؟ ثم ابدأ دائماً بالتفكير الإيجابي قبل الانتقال للتفكير السلبي، فلماذا تعتقد أنك إذا واجهت شخص في الطريق أنه ستحدث مشكلة بينكما؟ فجميع المؤشرات تشير أن هذا لن يحدث فليس بينكما معرفة سابقة أو خلاف على شيء ! إذاً مخاوفك ليس لها ما يبررها.

توقف عن التفكير ووضع افتراضات لمخاوف من أشياء لن تحدث وليس لها مصدر للخوف، عوّد نفسك على التجاهل، فليس كل شيء في الحياة يحتاج التدقيق والتمحيص، لأن ذلك يؤدي بالإنسان إلى التعب النفسي.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً