الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف لا أقع في الحب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت متعلقة بزميلي في الثانوية لكن كتمت ذلك ولم يعلم أحد، وكنت أحدثه وباقي زملائي على الانستغرام في مواضيع بعيدة عن الحب وغيرها، لكن الحمد لله منّ الله علي بمعرفة عدم جواز الصداقة بين البنات والأولاد فقطعت اتصالاتي مع كل الشباب، ومع ذلك الشخص أيضا.

منذ فترة توفيت أمي -رحمها الله- وفقدت مصدرا كبيرا من الاهتمام، والآن أنا أعاني من فراغ عاطفي شديد، وأخشى أن أتعلق مجددا بذلك الشخص أو بشخص آخر.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا، كيف يمكنني عدم التعلق بأي شخص؟ فإني أريد أن يكون حبي خالصا لله وحده.

دعواتكم لأمي بالرحمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتي الكريمة-، سلمك الله ونورَ دربك.

مما لا شكّ فيه أنَّ الحبّ من أجمل المشاعر التي نعيشها؛ فبه تسمو النفس وتحلو الحياة، وأسوأ ما في هذا الحبّ أن يكون خارج الأطر الشرعية.

وهذه هي حالتك -بنيتي الغالية-؛ لذلك طلبت المساعدة من خلال هذه الاستشارة، حيث قلت في آخر استشارتك: "كيف يمكنني عدم التعلق بأي شخص؟ فإني أريد أن يكون حبي خالصا لله وحده".

فلذلك أدعوك إلى جلسة مصارحة مع نفسك، وأن تكتبي نقاط قوتك ونقاط ضعفك، وأنا على يقين أنَّ لديك الكثير من نقاط القوة التي سوف تكون عونًا لك على نسيان ذلك الشاب.

ولكل هذا -يا حبيبة- أنصحك بما يلي من أجل أن تستمري في حياتك، وتعيشي بطريقة تحافظين فيها على عفة نفسك التي أكرمك الله بها:

اعلمي أنّ هذه العلاقة هي معصية لله -عزَّ وجل-، وإن استمريت بها سوف تجلب لك المزيد من المتاعب والهم والنكد، وأنت تستحقين الأفضل عند الله، فلا تسمحي لهذه العلاقة أن تفسد عليك دينك ودنياك، واعلمي أنَّ من ترك شيئًا لله عوضه به خيرًا، وهذا ما أخبرنا به رسول الله حيث قال: "إنّك لن تدع شيئًا لله -عزَّ وجل- إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه".

وقولي لنفسك وبصوت عالي: "الآن حان وقت إنهاء هذه العلاقة"، "ولن أفكر به بعد اليوم..." وهكذا.

وثّقي علاقتك بالله -عز وجل-، وأكثري من الاستغفار والدعاء أن يلزمك الثبات على قرارك بالابتعاد عن العلاقات التي تغضب الرحمن، وهذا يتطلب منك القوة والإرادة والعزيمة.

ابتعدي عن كل ما يذكرك به، وامسحي رقم هاتفه وكل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

تقرّبي من الصديقات الصالحات والاستماع إلى مشاكلهم ومشاركتهم بمشاعرك؛ وهذا سوف يخفف من حدة صعوبة المشكلة لديك.

اعرفي قدر نفسك عند الباري -عزَّ وجل-، ولا تكوني رخيصة المنال لأي شاب، ومن أرادك فليدخل من الباب وبطريقة شرعية؛ فديننا الحنيف وضع ضوابط للتعارف بين الشبان والشابات.

ركّزي في دراستك؛ فهذا مستقبلك فنحن نريدك أن تكوني فتاة مسلمة قوية نفتخر بها وينتفع منها المجتمع الإسلامي، وأنت على قدر بنيتي كوثر.

حافظي على هذا القلب الرقيق المحب للخير وعلقيه بحب الله -عزّ وجل- الذي يحميك من الوقوع في المخالفات.

أشغلي نفسك ببعض الهوايات التي تحبينها، ومارسي الرياضة، وجددي من حياتك ويومك، وانظري إلى الحياة بنظرة تفاؤلية وقوية للخروج من الدائرة المفرغة.

رحم الله والدتك وغفر لها، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة هي وجميع موتى المسلمين.

أسأل الله الكريم الرحمن أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يثبتك على الطاعة والإيمان يا كوثر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً