الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بشاب أريده زوجا لي ولكنه لا يفكر بي.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم

أنا عزباء وبعمر 30 سنة، متدينة والحمد لله، ولا أتكلم مع زملاء العمل الذكور المقربين إلا في حدود المعقول، ومن فترة قابلت شخصا معي في الشركة يعمل في قسم آخر، وقلبي تعلق به وأصبحت أرغب به كزوج لي، وأعتقد أن التعلق من طرف واحد.

أنا لا أرى هذا الشاب كثيراً، ولا أتكلم معه أبداً، وهو بعيد عني، فكيف يمكن لي التخلص من التفكير به، وإزالته من بالي نهائياً، فالأمر أصبح متعباً ومرهقاً بالنسبة لي، وأنا أعتقد أنه لن يتزوجني، وأعلم على وجه اليقين أن الزواج منه قد لا يكون فعلياً خيراً لي، ومع ذلك لا أستطيع إزالته من تفكيري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نُرحب بك أجمل ترحيب.
بداية أود أنّ أحيي فيك التزامك، وهذا الحياء، أكثر الله من أمثالك.

غاليتي رند: أشعر بك وأتفهم مشاعرك ورغبتك في الزواج وبناء أسرة، فقد خلق الله الإنسان وأعطي كل واحد نصيبه وأقداره في الدنيا من زواج ومال وأولاد وعمل.. إلخ، فكل واحد يأخذ نصيبه في دنياه بينما قال الرسول صلي الله عليه وسلم (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، فالله شرع لعباده دعائه في أمور دنيوية، والله قادر على أن يستجيب لعبده، فإن كان الدعاء بنية صادقة، ولا يوجد به تحريم، فالله يستجيب -إن شاء الله-.

بالنسبة إلى مشاعرك الجياشة وانشغال فكرك نحو ذلك الشاب، أنصحك بصرف النظر عن التفكير به، والأخذ بالطرق المشروعة والمناسبة لحياء الفتاة المسلمة، وهي كالتالي:

الأخذ بالأسباب ومنها: أن تتعرفي على النساء الصالحات من خلال حضور الندوات والمحاضرات والتجمعات الإسلامية النسائية وتطلب منهنَّ إعانتك في البحث عن الزوج الصالح، فربما يكون لهنّ إخوة أو أقارب يريدون الزواج، ومن الأسباب أن يعرضها وليّها ومحارمها على من يرى فيه الصلاح، ونحو ذلك من الأسباب المباحة البعيدة عن الفتنة والريبة، ولا تنسي سؤال الوالدين الدعاء، فإن دعاء الوالد أو الوالدة لا يرد.

أكثري من الدعاء والاستغفار، وكرري قول الباري: (وارزقنا وأنت خير الرازقين)، وادعي بدعاء سيدنا زكريا: (رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين)، وادعي وأنت واثقة من أن الله عز وجل سوف يرزقك بالزوج الصالح المصلح، ويُفرح قلبك قريباً بإذن الله تعالى.

أرجو منك غاليتي ألا يأخذ موضوع هذا الشاب من عقلك وقلبك مساحة أكبر مما ينبغي.

كما أكرم الله إبراهيم بولده إسحاق رغم تقدم سنه وفوات فترة الحمل بالنسبة لزوجته، وهكذا زكريا عليه السلام وأيوب عليه السلام، إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة في القرآن والسنة، فعليك بالدعاء والإكثار منه، واعلمي أن الله سبحانه وتعالى لا يمل حتى يمل الإنسان.

اعلمي أنه إذا كان هذا الشاب من نصيبك، فسوف تزول كل العقبات، وإن كان خيراً لك، فسوف ييسر الله لك الارتباط به فلا تقلقي، ولا ترهقي روحك وقلبك.

أسأل الله تعالى أنّ يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضا بما قسم لك وقدر وأنّ يرزقك الزوج الصالح يا رند.

يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً