الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الشخصية المترددة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو التكرم بتوجيهي إلى أفضل الأساليب لاتخاذ القرارات في الحياة، مثلاً تحديد موعد سفر، تغيير في السكن، البدء في مشروع، وغيرها حيث أنني كثير التردد، وأكثر من استشارة الآخرين مما يؤثر في نفسيتي، حيث أجد أن لدى الآخرين أفكار أكثر مما لدي بالإضافة إلى مقارنة نفسي ومنجزاتي مع الآخرين مما يسبب لي نوعاً من الحزن بشكل عام، هذا مع عدم قدرتي على تقوية إرادتي في مواجهة بعض الحوادث أو الرغبات، فما هي الطرق التي تساهم في تعديل تلك الجوانب؟

بارك الله فيكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ مسعود حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فالتردد في اتخاذ القرارات، وعدم المقدرة على الخروج لمواقفٍ، يتطلبها الموقف هي في حقيقة الأمر صفة من صفات بعض الشخصيات التي ربما لم تتح لها الفرصة منذ سنٍ مبكرة لاتخاذ القرارات السليمة والصحيحة، وأن لا يكون الإنسان معتمداً على الآخرين، بل لديه شخصيته وكينونته الاعتبارية، وحتى يتخلص الإنسان من كثرة التردد والتذبذب في اتخاذ القرارات يجب أن يبدأ بالأشياء الحياتية الروتينية اليومية، فعلى سبيل المثال هنالك ضرورة تامة بأن يكون الإنسان منظماً لوقته ملتزماً بواجباته، ومن أفضل أنواع الالتزام التي تقلل من التردد هي الالتزام بالصلوات في أوقاتها، وكذلك القيام بالواجبات الاجتماعية في حينها، وأن يكون للإنسان نوع من الجدولة اليومية، وأن يبدأ دائماً بالأشياء الملزمة، مثل هذا التعود، والبرمجة الذاتية تؤدي إلى زيادة الرغبة في فعل الأشياء.

بعد ذلك تأتي الأمور التي يجب أن يضعها الإنسان كهدف لابد من الوصول إليه، فمن أكبر أسباب التردد وعدم المقدرة على اتخاذ القرار هو أن لا يضع الإنسان هدفاً معيناً، أو أن يكون خيالياً في تفكيره، أو أن لا تكون له المقدرات الحقيقية للوصول إلى تلك الأهداف، فعليك أن تضع الهدف، ثم بعد ذلك تبحث في آليات التنفيذ والوصول إلى هذا الهدف، ولابد لهذه الآليات أن تكون واقعية.

من الأشياء التي تساعد أيضاً هي أنك حين تقوم بإنجازٍ ما، فعليك أن تتذكر هذا الإنجاز؛ لأنه يمثل الدافعية والوسيلة للنجاح، وللقيام بأهدافٍ أخرى تكون أكثر تعقيداً.

سيكون مفيداً جداً أيضاً أن تتمثل بالأشخاص المنجزين أو الذين قاموا بأعمالٍ كبيرة، وأن يتخذهم الإنسان قدوة في حياته الدنيوية.

استشارة الآخرين هي شيء مطلوب، ولكن يجب أن لا تأخذ منحى التبعية الكاملة.

عليك أيضاً أن لا تساوم نفسك كثيراً، وأن تجعل من التوكل منهاجاً فيما تريد أن تقوم به.

إذا كان هذا الأمر مزعجاً بالنسبة لك بدرجة كبيرة، فيمكنك أيضاً الاستعانة ببعض الأدوية العلاجية، حيث إن بعض التردد الشديد في بعض الحالات يكون هو جزءا من حالةٍ نفسية تعرف بالوسواس القهرية، وفي مثل هذه الحالة ربما تكون الأدوية مفيدة جداً أيضاً، ومن الأدوية التي نوصي بها عقار يعرف باسم بروزاك، فلا مانع من أن تجربه لفترة قصيرة، بأن تأخذه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، علماً بأنه سليم وفعال، وأخيراً أرجو أن تكون أكثر تصميماً وعزيمةً وأن تجاهد نفسك، وأن تتخذ قراراتك، وأن تكون لديك الآليات المطلوبة للتنفيذ، وأن تتوكل وتسعى.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جنوب أفريقيا احمد صلاح الدين

    كلام قيم ومفيد جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً