الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تم رفضي من قبل الفتاة التي أحببتها، فكيف أتصرف معها حتى تتم الخطبة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب، في السنة النهائية في كلية الطب، تعرفت على فتاة منذ سنة، وكان هناك قبول من الطرفين، وزاد بعد فترة إلى حب جم من طرفي، وكانت ظروفي المادية في بداية التعارف لا تسمح لي بالتقدم لخطبتها، ولكن متى ما أتيحت لي الفرصة سأتقدم فورا، ولكن تم رفضي من قبل أهلها بسبب أنني طالب، وأن لا زال أمامي تأدية الخدمة في الجيش.

سؤالي: ما الذي يمكنني أن أفعله حتى تتم الخطبة على الأقل؟ ومن الناحية الأخرى ما هو حدود التحدث مع من أحببتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
اعلم أن الزواج رزق من الله تعالى يسير كما قدره الله تعالى، ولا يمكن لأحد أن يتحكم به تغييرا وتبديلا، أو تقديما وتأخيرا، فمن كانت من رزقك فلا يمكن أن تتزوج بغيرك، ومن ليست من رزقك فلن تستطيع الارتباط بها مهما بذلت من الأسباب، ولو أنفقت ما في الأرض جميعا.

لا ينبغي أن تعلق قلبك بفتاة بعينها فقد لا تكون من نصيبك، فإن فاتتك أصابك من الهم، والغم، والحزن، والكآبة، وأنت في غنى عن هذا كله.

لا تحزن إن رفض وليها فلعل في ذلك خيرا لك، فإن كانت من رزقك فلن تتزوج، ومع هذا فلا بأس أن توسط على وليها من يثق به ويأخذ بنصحه، فلعل الله أن يلين قلبه، وكلما وسطت من الشخصيات من يحترمهم ولا يخالفهم فذلك أفضل.

ينبغي أن تقطع صلتك بهذه الفتاة، فلا يصلح أن تستمر بالتحدث معها، فبناء علاقة مع فتاة خارج إطار الزوجية أمر مخالف لقيمنا وستكون عواقبه غير جيدة لك ولها.

ينبغي أن تتيقن من توفر الصفات التي ينبغي أن تتوفر في شريكة حياتك وأهمها الدين والخلق، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ) ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.

أوصيك أن تصلي صلاة الاستخارة في موضوع الارتباط بهذه الفتاة، وتدعو بالدعاء المأثور، ومن ثم ابدأ بالعمل بالأسباب التي ذكرت سابقا فإنك إن وكلت أمرك لله تعالى ليختار لك ما يشاء فلن يخيب الله ظنك، واختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل ربك أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك وتسعدها، وأكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

اجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

إن فاتتك هذه الفتاة فاعلم أنها ليست من رزقك، وعليك أن تبحث عن غيرها، ولعلك تجد فيها من الصفات مثل بل أفضل مما كانت عليه الأولى.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة، وأن يسعدك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً