الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتكاسل في البحث عن الرزق، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

ما هو حكم الزوج المتكاسل عن العمل؟ علماً أننا متزوجان منذ 19 سنة، لدينا أبناء، والحمد لله، لكنه كلما التحق بعمل لا يستمر فيه أبداً، وكان دائم الحجج الفارغة، بسبب أنه يدخن الشيشة، ولا يجدها في مكان عمله!

ساعدته بكل ميراثي من والدي، وذهبي، ولكنه دائم الكسل، لدرجة أني اقترضت من إخوتي وأخواتي وأقاربي، كنت أتحمل من أجله الكثير، ولكني تعبت! فما حكمه في الدين الإسلامي؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الكريمة- ورداً على استشارتك أقول:
فالنفقة على الأسرة من مهمات الزوج، كما أن مهمة الزوجة العناية بالأبناء وتدبير المنزل والقيام بمهامها فيه، قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ).

لقد كنت سبباً في تكاسله عن العمل وكسب الرزق من أجل أن يعول أمانته التي حمله الله إياها حيث كنت تنفقين عليه وعلى أسرتك من مالك، فكان سبباً في استرواحه لذلك.

ينبغي أن تتوقفي عن مساعدته بالمال في أموره الخاصة، سواء كان للشيشة أو لما يرغب فيه من الطعام والشراب، واكتفي فقط في هذه المرحلة على لقمة العيش الضرورية مع مطالبته بالخروج للبحث عن عمل وكسب رزق أبنائه.

وعلى أبنائه أن يطالبوه باحتياجاتهم، وألا يثقلوا عليك بالطلبات، لأنه ليس صحيحاً أن تستديني، وليس عندك ما يسدد تلك الديون، وإن فعلت فسيأتي وقت لا تجدين من يدينك.

عليك أن تكلفي من ينصحه ويأخذ بيده، ويجتهد في تقوية إيمانه من خلال كثرة العمل الصالح، فقوة الإيمان ستكون سبباً في إصلاح حاله إن شاء الله تعالى.

لقد صبرت الكثير، وعليك أن تواصلي الصبر مع التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يلهم زوجك الرشد، وأن يعينه على الاستقامة والإقلاع عن هذه المادة المدمرة، والتي تكاد تتسبب في ضياع أسرته.

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

ينبغي في حالة عدم استجابته للتغيير أن يخضع للعلاج النفسي والعلاج من الإدمان لهذه المادة.

ينبغي أن يعلم زوجك حرمة تعاطي التبغ لما فيه من قتل النفس البطيء والذي تسبب في تضييعه لأسرته وعليكم أن تذكروه أن الله تعالى سيسأله عمن استرعاه يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من ولاه الله رعية ثم لم يحطهم بنصحه إلا لم يرح رائحة الجنة) ويقول: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع).

يجب أن يعلم أنه من الواجب عليه أن يكون قدوة حسنة لأبنائه، وبقاؤه على هذه الحال لا يسيء إليه وحده، بل يسيء لأبنائه كذلك فليتق الله فيهم.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجك وأن يلهمه الرشد إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً