الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لي صديق كذب علي وغرر بي وأكل مالي بالباطل، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم.

لي صديق أكل مالي بالباطل من كذب وتغرير واحتيال، وهناك شقاء كبير ومعاناة وصعوبة لاسترجاع المال، فهل من الأولي تركه لعقاب الله سبحانه وتعالى، أم السعي لإرجاع المال بأي طريقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أخي الكريم، ونسأل الله أن يفرج همك، وأن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:

- أعلم اخي الكريم فالذي أكل مالك بالباطل يعتبر ظالما لك، قال تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} [سورة البقرة 188]، ويجوز لك شرعا الاستمرار في مطالبته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ ) رواه البخاري ومسلم، والمطل: المماطلة، وقال صلى الله عليه وسلم: (لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ) رواه أبو داود وغيره، واللي: هو المطل، والواجد: الغني، ومعنى يحل عرضه: أي أن يقول: فلان مطلني وظلمني، وعقوبته: حبسه.

- والخيار الآخر الذي أمامك وخاصة إذا عجزت عن المطالبة ولم تقدر على ذلك، فيمكن أن تقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وتكل الأمر إلى الله تعالى، والله حكم عدل سينصفك منه، إما في الدنيا بأن يعود إلى رشده أو يعاقبه بعقوبة معجلة، أو بأن يأخذ من حسناته وتعطى لك يوم القيامة.

- وهناك خيار ثالث أن تعفو وتصفح عنه رجاء الثواب من الله تعالى كما قال عز وجل: {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين} [سورة الشورى 40].

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً