الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ضغوط العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من وجود ضغوط في العمل سببت لي قلقًا وتفكيرًا لا ينتهي، فقد تبوأت في عملي منصباً كبيراً منذ سنتين، ومن هنا بدأ مجموعة من الموظفين محاربتي، لمدة سنتين وهم يكيدون لي، وأثروا على عملي بسبب ذلك، وأنا أقاوم ومستمرة، لكن هذه الضغوط أدخلتني في متاهة؛ لأني أريد العيش بسلام، وجعلتني أفكر بتغيير عملي، أصبحت أشعر بالضياع وعدم الاطمئنان، أو السكينة، وأصبحت أخاف على صحتي.

أرجو مساعدتي باستشارتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيلينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تتركي عملك، وهل إذا انتقلت إلى عمل آخر سوف تصبحين أفضل؟ بالطبع لا، فمحاربة الشخص الناجح والمميز يحدث في معظم شركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص؛ لذا ولإدارة الضغوطات الناجمة في مكان العمل عليك أولاً إدارة ذاتك من الناحية النفسية والإدارية، ومن ثم البدء باتباع طرق في تعاملك مع زملائك، ولكي تحققي ذلك:

- اتبعي الأسلوب المهني في العمل Professional والتزمي بالقوانين والتعليمات، واجعلي مسافة في التعامل بينك وبين الموظفين تحددها الدرجة الوظيفية لكل منهم، فلا يشعر أحدهم أنه أكثر المقربين منك، وآخر يشعر أنك تهمشينه في التعامل، فالكل سواسية، ولا يوجد أفضليات ما دام الجميع بنفس الرتبة الوظيفية.

- ضعي في الحسبان أن علاقاتك مع جميع الزملاء هي علاقة "عمل" فقط تنتهي بترك الشخص للعمل، ويفترض في الجميع أن يسعى لتحقيق هدف المؤسسة وليس السعي لتحقيق أي هدف شخصي.

- حددي السلبيات والإيجابيات في تعاملك مع زملائك، وحاولي التخلص من السلبيات بالسرعة الممكنة ودون إشعار الآخرين أن التغير في شخصيتك حدث بشكل فوري.

- لا تحملي الأمور أكثر مما تحتمل.
- انتبهي لردود فعلك تجاه الآخرين عند تعاملك معهم، فلا تبالغي بردود فعلك الإيجابية أو السلبية.
- استعيدي سيطرتك على جدول أعمالك وكيفية معالجتك للمشكلات.
- حددي أولويات عملك، أي المهام علي إنجازها وأي المهام علي استبعادها أو تأجيلها.
- لا تتخلِي عن أيام الإجازات الممنوحة لك.
- أخذ قسط وافر من النوم بالليل، وتناول الأكل الصحي، والتقليل من المنبهات وتحديداً في العمل.

أما فيما يتعلق بطرق التعامل مع "مثيري المشكلات" معك في العمل، أنصحك بما يلي:
- اتبعي سياسة "الاحتواء" وفي العمل يبدأ تطبيق هذه الطريقة من خلال: كسب ود الجميع وتجاهل المشكلات التي حدثت في الماضي وحذف كلمة " أعداء" أو "الضد" من ذهنك، ومع الأشخاص ذوي الشخصيات الصعبة والعنيدة، ابحثي عن طرق أخرى للتواصل بحيث يتم تحسين العلاقة معهم بشكل وديّ ضمن حدود العلاقة المهنية بينكم.

- سيطري على الموقف المفتعل، وليس على الشخص نفسه، تعاملي مع المشكلة، وليس مع الشخص.

- ليكن هدفك هو الوصول؛ لأن يشعر الشخص نحوك بأنك تحاولين مساعدته، وليس معاقبته ولا تحميله الخطأ.

- واجهي أي سلوك سيء يصدر من أي زميل، ولا تؤجلي هذا الأمر، فالتأجيل ليس في مصلحتك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً