الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تكلمني وتريد الطلاق، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا متزوج منذ شهر، وكنت أتحدث مع نساء على الإنترنت منذ عام أو أكثر.

زوجتي رأت جميع المحادثات السابقة، -والله يعلم- أنني تبت إلى الله عن هذا الفعل منذ أكثر من عام، ولكنها الآن لا تتحدث معي، وتريد الطلاق.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنك سيء الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلَّا هو، وأن يكتب لك مع أهلك السعادة والاستقرار.

لا شك أن مَن تاب تاب الله عليه، والتوبة تجُبُّ وتمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وهذا ما نرجو أن تتفهمه هذه الزوجة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعينكم على الخير، ونحن نرجو حقيقة أن يفهم الأزواج والزوجات أن الشريك ليس مسؤولاً عن ماضي شريكه الذي ارتبط به، خاصة بعد إتمام الزواج، من حق الإنسان عندما يتقدّم إلى الفتاة أن يسأل عنها وأن تسأل عنه، فإذا رضينا هذا الشريك وبدأنا مشوار الحياة فليس من المصلحة وليس من الصواب أن يُنبِّش كل طرفٍ عن ماضي الآخر، لنبحث عن أمورٍ انتهت وتاب عنها أصحابها.

لذلك إذا كنت صادقًا في توبتك فنسأل الله أن يُعين هذه الزوجة على فهم هذا الأمر، وأرجو ألَّا تستعجل في طلاقها، وتجتهد في إظهار الأمور على حقائقها، وأنك تبت، خاصة مسألة التوبة، أنك تبت ورجعت إلى الله -تبارك وتعالى-، ونكرر نصيحتنا لك بأن تبتعد عن مثل هذه الأمور، وتثبت على التوبة، وتُكثر من الحسنات، ويظهر منك صدق التوبة بفعل الخيرات.

نسأل الله لنا ولك الثبات، وعلى الزوجة أن تتفهم أنها قد يصعب عليها أن تجد شابًّا بلا عيوب ولا نقائص، فالنقص يُطاردُ الجميع رجالاً ونساءً، ولذلك نحن لا نُريد لأي زوجين أن ينبش ويبحث في أمور قديمة، ولكن ينبغي أن نبني على المستقبل ومن اللحظة التي تعرَّفنا فيها على الشريك أو تعرَّفت فيها على الشريك، ينبغي أن يكون البناء للمستقبل، أمَّا العودة للماضي -خاصة الماضي الذي تاب منه الإنسان- ما ينبغي أن نعود إليه.

أرجو أن تُبيِّن لها وتُوضّح لها، وتثبت باستقامتك وحرصك على الخير أن الأمور تغيّرت، وأن تلك الصفحات قد طُويت إلى الأبد، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والاستقرار والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا Kamal

    شكرا اخي ان شالله
    اشكركم كثيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً