الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة نفسية سيئة فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مؤخرا تقريبا قبل 10 أشهر أحس أني دخلت بحالة اكتئاب، صرت أكره كل البشر حرفياً، ودائماً مكتئب، وخصوصاً من الجنس الآخر، فقد أصبحت أكره الإناث حرفياً بشكل كبير، والعائلة والأصدقاء، وأكره الوطن والمنزل، وأتمنى موت كثير من الناس، مع أني كنت شخصاً اجتماعياً جداً، وواثق من نفسي، ولكن آخر 10 أشهر أصبحت أشعر باكتئاب لم أشعر بمثله من قبل، ولم أتناول أي دواء.

ومؤخراً أصبحت الأصوات العالية توترني جداً، أو مجرد أصوات الضحك والمزح، وأفضل الجلوس وحيداً وبعيداً عن الأهل جداً، وبعيداً عن الناس عموماً، لذلك أسهر بالليل حتى أكون بعيداً عن الناس ومنعزلاً.

وحتى صرت أفرط بشرب الكافيين كمحاولة للهروب من الواقع، والنوم لساعات طويلة، والآن أريد أن أهاجر لأي دولة أخرى، وأعيش هناك بعيدا منعزلاً.

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

ربما يكون لديك بعض أعراض الاكتئاب، لكن أعتقد أيضًا أنه لديك بعض الإشكاليات في البناء النفسي لشخصيتك، فمستوى الكراهية للآخرين الذي تحدثت عنه لا نراه سمةً أساسية لدى الذين يُعانون من الاكتئاب النفسي. أنت الآن مشكلتك الأساسية هي عدم التكيُّف مع محيطك، وعدم قبولك للواقع، وهذا النفور والكراهية للآخر – وحتى للوطن – قطعًا هو أمر ليس جيدًا.

فيا أيها الفاضل الكريم: لابد أن تُراجع حالتك، ولابد أن تُراجع نفسك، واذهب إلى طبيب نفسي مباشرة، تحتاج لأحد الأدوية المضادة للاكتئاب، هذا لا شك فيه، وهنالك أدوي ممتازة تُحسِّن المزاج وتزيل القلق والتوترات. أنت أيضًا محتاج أن تتعلَّم تنظيم الوقت، وأن تتجنب السهر، ولابد أن تمارس الرياضة كمتنفَّس أساسي، يزيل الاحتقانات النفسية.

تحتاج أيضًا أن تمارس تمارين رياضية، وتحتاج أيضًا – أخي الكريم – للقدوة الصالحة والطيبة.

وتحتاج أيضًا أن تتفاعل مع أسرتك تفاعلاً إيجابيًّا، وتسعى دائمًا لبِرِّ والديك، ويجب أن تفكّر في مستقبل، مَن أنت بعد ست أو سبع سنوات من الآن؟ هذا لابد أن تضعه في مخيلتك.

لا أريدك أبدًا أن تنصاع لهذا الفكر السلبي، أنت صغير في السِّنِّ، الحمد لله تعالى لا شك أن أمامك مستقبل طيب، الله تعالى حباك بطاقات ممتازة، فلا تُضيّعها حقيقة من خلال هذا التشاؤم والكراهية وعدم الارتياح النفسي وتدمير الذات من خلال السهر وشُرب الكافيين بكميات كبيرة، والانعزال من الناس. هذا كله ليس صحيحًا.

وأنا أنصحك بالصلاة مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة أمر طيب، إن شاء الله تعالى تحس بالأمان وتحس بالاطمئنان، وتحس أنك تؤدي في عملٍ عظيم.

فأشياء بسيطة جدًّا يمكن أن تُغيّر حياة الإنسان. وأرجو ألَّا تتشاءم أبدًا، أرجو أن تذهب إلى طبيب نفسي ليُقدِّم لك مزيدًا من التوجيه والإرشاد، ويصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والمُحسّنة للمزاج والمُزيلة للقلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً