الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا عبء على عائلتي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعرف أن الانتحار حرام، لكني أريد أن أموت بطريقة لا أحاسب عليها، فولله أنتم لا تعلمون كم أنا عبء على عائلتي، لو كنتم مكاني ماذا تفعلون؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الابن- في موقعك، ونشكر لك بداية التواصل والاهتمام والحرص على طرح هذه المسألة، وإذا كنت تعلم – ولله الحمد – أن الانتحار حرام، فلا نحتاج أن نُطيل معك في هذا الجانب، وهذا يدلُّ على أنك على خير وأنك تعرف الحلال والحرام، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم الأحوال.

أحب أن أؤكد لك على نقاط مهمّة:
النقطة الأولى: أولاً يجب أن تعلم أن رزقك ورزقنا ورزق عوائلنا وآبائنا وأمَّهاتنا على الله، هو الذي تكفَّل بالأرزاق، ليس للبشر وحدهم، ولكن {وما من دابةٍ في الأرض إلَّا على الله رزْقُها}.

ثانيًا: ينبغي أن تعلم أن دخولك في مثل هذا المشروع وتنفيذ هذه الفكرة أيضًا مصدر متاعب لأهلك وإزعاج لهم، وسيترك آثارًا سالبة عليهم.

ثالثًا: ينبغي أن تُدرك – أيها الابن الكريم – أنك في مقتبل العمر، وأن فرص التصحيح لحياتك – إزالة العوائق، وإزالة الأمور التي تُزعجك أو تُزعجهم – من السهولة بمكان.

رابعًا: نتمنَّى أن تتواصل مرة أخرى مع الموقع، وتعرض ما عندك، حتى نتناقش ونتحاور، فنضع معك النقاط على الحروف، فنحن نسعد جدًّا بتواصل أبنائنا معنا، ونؤكد أن الفرص أمامك كبيرة من أجل التصحيح، إذا كانت هناك أخطاء، الإيجابية إذا كانت هناك سلبية، التفاؤل إذا كان هناك تشاؤم يملأ النفس، الإنسان يستطيع أن يُغيّر.

فالجأ إلى الله تبارك وتعالى بصدق، واجتهد في بذل ما عليك، وحتى لو كان عندك إشكالات أو نقص في جوانب فسوف نُعينُك على الطرائق التي يمكن أن تُسعد بها الوالد والوالدة والأهل، فنحن نتكلَّم بلسان الآباء، وأنت في مقام أبنائنا، ونُدركُ مكانة الأبناء، ونحبُّ أن ننبهك إلى أن الآباء يُفرحهم القليل من أبنائهم، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والهداية.

سنكون سعداء جدًّا إذا تواصلت مع الموقع وبيَّنت الأسباب التي تدفعك إلى الانتحار، وإذا كنت لا تريد أن تظهر الإجابة والسؤال فطالب بأن تكون الاستشارة محجوبة، ونحن سنحفظ هذا السر، ولن يطِّلع على الإجابة إلَّا صاحبُها، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً