الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي شرع في الانتحار وقد قُررت له جلسات كهربائية، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي عندما أخذ الدواء تحسن بشكل جيد، حدثت الكثير من الأشياء مثل إقدامه على الانتحار، حيث كان قد لف الحبل حول رقبته ونحن نمنعه، وكان يذهب إلى الشرطة ويقول لهم اقتلوني، وعندما بدأ والدي بتقليل الدواء أيضا ازدادت حالته سوءا، حيث يريد الذهاب إلى بيت تلك الفتاة، الحمد لله ربي لطف بنا كثيرا، والناس متفهمون ولم يحدثوا مشاكل مع الأهل، ولم يبق سوى هذا الحل يا دكتور: الصدمات الكهربائية، بالأمس والدي حجز لأخي، والثلاثاء القادم ستكون الجلسة، فما رأيكم؟ العلاج يؤذي معدته أيضا، وسمعت أنه يؤثر على المكروبيوم البكتيريا في الأمعاء، وهي تؤثر بدورها على المزاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على اهتمامك بأمر أخيك هذا، والذي أسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

لا شك أن قرار إعطائه الجلسات الكهربائية قرار سليم، فهي تُؤدّي إلى انتظام في إيقاعات الدماغ، وهي من أفضل الآليات السريعة للتخلص من الأفكار الانتحارية وإزالة الاكتئاب، وحتى الهلاوس والضلالات والأفكار الخاطئة يمكن أن تقلَّ كثيرًا من خلال هذه الجلسات الكهربائية. وأنا أطمئنك تمامًا أن هذه الجلسات الآن تُعتبر سليمة جدًّا، وتُوجد مُعدّات حديثة جدًّا.

فالقرار قرار سليم، والقرار صحيح، ومن المهم جدًّا أن يُكمل الجلسات، هذه هي المشكلة التي يقع فيها بعض الناس، الجلسات يجب ألَّا تقلّ من ستة، ومن ستة إلى اثنا عشرة جلسة قد يكون هو القرار السليم، وهذا الأمر متروك للأطباء.

طبعًا التحسُّن الذي يطرأ من الجلسات غالبًا يكون تحسُّنًا مؤقتًا، يعني أنه لا يستمر لفترات طويلة، شهرين إلى ثلاثة مثلاً، ولذا نقول: يجب الاستمرار على العلاجات الدوائية مباشرة بعد إكمال الجلسات الكهربائية، حتى في وقت الجلسات الكهربائية يمكن أن يتناول أدويته، لكن بعض الأدوية قد يُوقفها الطبيب مؤقتًا حتى لا تُؤثِّر على الإيقاعات الدماغية من خلال إعطائه الجلسات الكهربائية.

عمومًا: هذه أمور فنّية، لكن وددت أن أخطرك (أخبرك) بها. فإذًا: أن يواصل العلاج بعد الجلسات هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وتكون هنالك متابعة، يعني: نستفيد كثيرًا -إن شاء الله- من التحسُّن الذي سوف يطرأ على حالته، سوف يُصبحُ -إن شاء الله- مستبصرًا، سوف يتفهّم حالته، فلذا نُشجّعه على العلاج ونشرح له أهمية العلاج، وهذه فرصة حقيقة يجب أن نستغلِّها.

القرار سليم وصحيح، وهذا الذي قيل عن العلاج يُؤدي إلى مشاكل في المعدة؛ هذا كلام ليس صحيحًا، ولا أساس له من الصحة أبدًا، هذه الجلسات سليمة وممتازة، وأنا أعطيها منذ أربعين سنة، والحمد لله تعالى لم تُواجهنا فيها أي مشكلة، بل التطوّر الذي حدث في مجالها مُذهلٍ جدًّا، من حيث المُعدّات وطريقة إعطائها، ودرجة السلامة العالية المرتبطة بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى أن ينفعه بهذا العلاج.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً