الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج لونيس يشبع الفراغ الذي داخلي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بالوحدة رغم أن أسرتي كاملة ومتحابة، لدي والداي وأختي و3 أخوة، والكثير من الأقارب المحبة.

هذه أول سنة جامعية لي، اعتدت خلال مرحلة الثانوية أن أذهب برفقة أخي إلى المدرسة، وأعود برفقة صديقاتي، والمسافة كانت 15 دقيقة، أما الأن فإن أبي هو الذي يوصلني إلى الجامعة لكني أعود وحيدة، والمسافة إلى المنزل ساعة كاملة وأكثر، ولا أجد من يرافقني، فكل صديقاتي دخلن جامعات أخرى، وطريقي مختلف عن معظم الطلاب، لأنه لا يمكنني العودة بحافلات نقل الطلبة لأنها لا تساعدني، عندما أنتظر في محطة القطار لا يوجد طلبة غيري.

معظم الوقت أكون سعيدة، لكن أحيانا أشعر بفراغ وأريد مرافقة أحد، في بداية الأمر ظننت أني أحتاج إلى عناق، فدعودت صديقتي إلى منزلنا وطلبت أن أعانقها، فلم أشعر بشيء رغم أني كنت مشتاقة لها، وكانت صديقتي المقربة، وأصبحت أحب الخروج في النزهات كثيرا، وأحب أن أجلس وحدي وأتأمل، فهل يمكن أن أسأل الله أن يرزقني أنيسا يسد الفراغ؟ ماذا أفعل؟ وكيف يكون الدعاء؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حُسن العرض للسؤال، ونهنؤك على شُكر النعم للوهَّاب سبحانه وتعالى، والإنسان ينال بشكره لربِّنا المزيد سبحانه وتعالى.

عليه أرجو أن تتعرفي على نعم الله عليك وهي كثيرة، ثم حافظي على هذا الأدب والهدوء، واجتهدي دائمًا في وضع العواطف في مواضعها الصحيحة، والفتاة إذا شعرت بفراغ عاطفي فإنها تعود إلى والدتها أو إلى والدها أو إلى محارمها، أو إلى الصالحات من صديقاتها، ولا ننصح بطلب العناق بالطريقة المذكورة، لكن الإنسان يستطيع أن يُشبع هذه العواطف، إن أردت أن تُعانقي فليكن ذلك مع الوالدة أو أخواتك الصغيرات.

أرجو أن تشغلي نفسك أيضًا بذكر الله وحبه وتوحيده، فإن هذا يملأ النقص الذي في النفس، في النفس جوع لا يملأه إلَّا الإيمان بالله، إلَّا الذكر لله، في النفس وحشة لا تُشبعها إلَّا الأُنس بالله تبارك وتعالى، فاجعلي لسانك رطبًا من ذكر الله تبارك وتعالى، ثم اختاري الصالحات – أكرِّر: الصالحات – وتجنّبي القُرب من الأجانب من الذكور، واحرصي في النساء على اختيار – كما قلنا – الصالحات المُصلحات، والصداقة ينبغي أن تُبنى على تقوى من الله ورضوان، فالصداقة الحقيقية هي ما كانت لله وفي الله وبالله وعلى مُراد الله تبارك وتعالى.

إن كنت تشتاقين للعناق فليكن في الوالدة – كما قلنا – واقتربي منها، وأشبعي ما عندك من عواطف، واعلمي أن الإنسان في العواطف يأخذ ويُعطي، ونسأل الله أن يضع في طريقك مَن يُسعدك ويؤنسك بالحلال.

كذلك أيضًا اجعلي الاهتمام بدراستك شغلاً شاغلاً لك، فإن هذه الأمور إنما تأتي للإنسان الفارغ الذي ليس عنده هوايات تشغله، أو عبادات، أو طلب للعلم، أو أمور نافعة تشغله.

تجنّبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، واجعلي كتاب الله لك أنيسا، وعمّري لسانك وقلبك بذكر الله تبارك وتعالى، واستعيني على كل ذلك بالدعاء، فإن الدعاء سلحه نمتلكه، ونبشرُك بأن ما من مسلمة أو مسلم يدعو الله بدعوةٍ إلَّا أعطاها الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أن يستجيب دعوتها، وإمَّا أن يرفع عنها من البلاء النازل بمثل تلك الدعوة، وإمَّا أن يدَّخِر لها الأجر والثواب، فأنت رابحة في كل الأحوال، طالما عرفت طريق الذِّكر والدعاء، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب منال عواج

    شكرا جزيلا على هذه النصيحة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً