الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الكثير من الأعراض النفسية والاضطرابات والتشويش والوهم.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الكثير من الأمراض النفسية والاضطرابات والتشويش والوهم، لا أستطيع وصف المرض ولا الحالة، كتمت الأمر 6 سنوات، والآن بدأت الحالة في الظهور، وبدأت الضغوط النفسية تظهر، ولا أستطيع وصف شعوري، وكأن شيئاً مختلفاً غريبا في داخلي، أبكي كثيرا وكأن شيئا في داخلي يزيد رغبتي في البكاء والصراخ، وبعد البكاء الشديد تهدأ نفسي، ويكون كل شيء طبيعيا، وبعد مرور ساعات أو أيام تعود الحالة.

عندما أقابل الطبيب عقلي يتشتت نهائيا، لا أستطيع وصف حالتي، وأمراضي هذه نتيجة 30 موقفا صعبا تعرضت له، وأشعر أن رأسي سوف ينفجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأبارك لك قدوم شهر رمضان الفضيل، تقبّل الله صيامكم وقيامكم وطاعاتكم.

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي استنتجته من رسالتك هو أنك تعانين من حالة من عدم الاستقرار النفسي والتشتُّت وعدم الشعور بالارتياح، وعدم التأكد من الذات. هذا يحدث في مثل مرحلتك العمرية، حيث إن بعض الناس في هذه المرحلة – مرحلة اليفاعة والمراهقة كما يُسمِّيها البعض – يحدث فيها الكثير من التغيُّر الهرموني والنفسي والوجداني والسلوكي والاجتماعي، وهذا يُؤدِّي بالفعل إلى صورة مشابهة تمامًا لما ذكرتِ.

أنا أقول لك: اطمئني، هذه المرحلة مرحلة عابرة، ولن تستمر طويلاً أبدًا، وهنالك آليات بسيطة جدًّا يمكن أن تُساعدي نفسك من خلال تطبيقها بدقة، وأوَّلُ هذه الخطوات هو أن تتجنّبي السهر، تجنّبي السهر تمامًا، واسعي للنوم الليلي المبكِّر، لأن ذلك يؤدي إلى استقرار جسدي، واستقرار نفسي، وحتى استقرار على مستوى الخلايا الدماغية، وبعض المواد الكيميائية المهمّة التي تُسمَّى بالموصِّلات العصبية.

هذا النمط سوف يوقف عنك التشويش واضطراب التركيز وكل الذي تشتكين منه، وطبعًا سوف تستيقظين مبكِّرًا بطاقات ممتازة، وطبعًا في رمضان تقومين بتناول السحور، وبعد ذلك صلاة الفجر، وابدئي برنامجك اليومي، مثلاً: ادرسي لمدة ساعة في الصباح، لأن هذا الوقت أيضًا يكون التركيز لدى الإنسان ممتازا جدًّا.

وبعد ذلك اذهبي إلى مرفقك الدراسي، وبعد العودة يمكن أن تُمارسي بعض التمارين الرياضية داخل المنزل، وتقرئي مثلاً وردك القرآني اليومي في رمضان، ويكون لك تواصل إيجابي مع بعض أفراد أسرتك ومع صديقاتك.

ولا بد أيضًا أن تُطبقي يوميًا تمارين استرخاء، هنالك تمارين كثيرة للاسترخاء أهمها تمارين التنفس المتدرِّجة، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، توجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تلتزمي بهذه التمارين.

وأريدك أيضًا أن تكوني قريبة من والدتك، أن تحكي لها كل ما يدور بخلدك، لأن التنفيس النفسي مهمٌّ جدًّا، النفس لها محابس إذا أغلقناها تؤدي إلى كثير من التوترات ومن التشويش وضعف التركيز.

تواصلي أيضًا مع صديقاتك، وأنا حقيقة لا أريد أن يكون تفكيرك سلبي، أن تعتقدي أنك مريضة، أنت لست مريضة حقيقة، هذه مجرد ظواهر نفسية وقتية، وسوف تنتهي تمامًا -إن شاء الله تعالى-.

لا أراك في حاجة لعلاج دوائي، وأشكرك كثيرًا على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً