الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار وقلق وأخشى من مرض الذهان

السؤال

مرحباً

أنا بعمر 23 سنة تقريباً، قبل سنة أصبت بالتفكير، وبأن هذا التفكير سيمنعني من الفرح، ولا أستطيع أن أفرح مرة أخرى، تراودني أفكار أريد نسيانها، ولا تذهب، لدي أخت مصابة بالذهان، وبدأت أقلق من الذهان، وتأتي أفكاره وأحللها وأفسرها، خوفاً من تصديقها، أقلق من أحداث في المستقبل، وكيف أتصرف! أشعر أن الفكرة تجبرني وتسيطر علي وتسبب لي ضيقاً وخنقة في الصدر، مع الآلام في القدم، فلا أستطيع التوقف عن هز رجلي.

أصبحت كلما أرى أحداً أو صورة ويضحك فيها أحد تأتي الفكرة أو الشعور، وأشعر نفسي أني صدقتها، ويبدأ التحليل والتفسير!

مرات أقسم أني لا أحكم على شخص، فنحن لا نعرف نوايا الناس، بالمختصر هذه الأفكار أكرهها ولا أريدها، أصبحت تأتيني في كل شيء في حياتي، وأحيانا عندما يسب أحد أو يضحك، أو أشياء أخرى من أفكار أختي، أخاف من تصديقها، وعندما أرجع للماضي لا أصدق تلك الأفكار أبداً، لكن الخوف من الفكرة القادمة، لا أعرف ما هو العلاج، أفيدوني يرحمكم الله، أصبحت أخاف أن أسمع صوتا قبل النوم أو أشم رائحة، وأحيانا أشعر أن الفكره تأتي مني.

ما هو تفسيركم لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يتقبّل صيامكم وطاعاتكم، وكل عامٍ وأنتم بخير.

الذي لديك هو نوع من القلق النفسي العام، لديك نوع مُعين من القلق يُسمَّى بـ (القلق التوقعي الوسواسي)، لديك هذه التوقعات السلبية حول ما قد يحدث في المستقبل، وهذا النوع من القلق دائمًا يكون مصحوبًا بأعراض وسواسية، أي أن الإنسان يضع أفكارًا افتراضية استباقية سلبية ويبدأ في تحليلها، وهذا يكون مصحوبًا بشيء من الخوف وعدم الارتياح، إذًا حالتك هي حالة قلق نفسي، مع وجود أفكار وسواسية بسيطة ومخاوف، وليس أكثر من ذلك.

العلاج هو أن تتجاهلي تمامًا هذا الخوف وهذه الظواهر، والإنسان يجب أن يعيش الحاضر بقوة، هذا هو المهم، وإذا عاش الإنسان حاضره بقوة واستفاد من ذلك يقلّ خوفه وهواجسه وتوجّسه حول المستقبل، والمستقبل بيد الله، والإنسان يجب أن يكون مؤمنًا بذلك وله قناعة تامَّة بذلك، وفي ذات الوقت يسعى لأن تكون حياته حياة إيجابية، وأقصد بذلك حياته الحاضرة، يجب أن تكون حياة إيجابية، ويجب أن يكون فيها الكثير من الفعاليات التي توصل الإنسان إلى غاياته ومبتغاه ويحقق أُمنياته.

المطلوب منك هو تجاهل هذه الأفكار، ويجب ألَّا تتخوفي من موضوع أختك المُصابة بالذُّهان، نسأل الله لها العافية والشفاء، كلُّ إنسانٍ لديه كينونته، وساعدي أختك في علاجها، ولا تقلقي أبدًا. حاولي أن تتجنبي الفراغ، أن تستفيدي من وقتك، اجتهدي في وظيفتك، وتطوري مهنيًّا، حاولي أن تكوني شخصًا فعّالاً داخل أسرتك، واسعي دائمًا لأن تكوني بارَّةً بوالديك. الصلاة يجب أن تكون في وقتها، ويجب أن يكون لديك ورد قرآني يومي، والدعاء، والأذكار ... هذه كلها تُجمِّلُ حياة الإنسان وتجعلها أكثر استقرارًا.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي في الوقت الحاضر، ولا حتى في المستقبل إن شاء الله، فقط كوني إيجابية في تفكيرك، وفي مشاعرك، وكذلك في أفعالك، ولا تتوجّسي حول المستقبل أبدًا، واحرصي على ما ينفعك، واستعيني بالله ولا تعجزي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً