الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس أريد التخلص منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد حديث عن أنه لا يجوز الاستنجاء بالعظام أو تنجيسها؛ لأنها طعام الجن، ومن هذا اليوم أصبت بوسواس أنني عندما أرمي العظام أو النجاسة في القمامة ستختلط مع بعض وسيصاب عمال النظافة بأذى من الجن، يعني وسواس أنني أخاف من أن أؤذي أحدا، أرجو أن أتلقى جوابا يشفي شكوكي.

بارك الله فيكم، هل علي ذنب عندما أفعل هكذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يُعجّل لك بالعافية والشفاء من داء الوسوسة، والوسوسة شرٌّ مستطير، إذا تسلَّطت على الإنسان أفسدتْ عليه حياته وأوقعته في أنواعٍ من الضيق والمشقة، ولهذا نصيحتُنا لك أن تكوني جادَّةً في محاولات التخلُّص من هذه الوسوسة.

والوسوسة دواؤها الأعظم الذي لا دواء لها مثلُه هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من عدم الاشتغال بها، وعدم التفاعل معها، وذلك يكون بهجرها، وترك الاشتغال بها، والانصراف للاشتغال بغيرها إذا هاجمتك.

هذا الدواء هو الدواء القالع لها بإذن الله تعالى، مع اللجوء إلى الله تعالى، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم كلَّما هجمت عليك هذه الوساوس، وأكثري من ذكر الله، فإن ذكر الله تعالى يطرد الشيطان عنك.

هذا هو العلاج الذي إذا صبرت عليه فإنه سيُذهب ما تُعانينه من هذه الوساوس، أمَّا البحث عن أجوبة لكل سؤال تطرحه عليك هذه الوسوسة، والبحث في كل موضوعٍ تُمليه عليك فإنَّ هذا لن يزيد الوسوسة إلَّا تَمكُّنًا منك ورسوخًا، ولن تنتهي هذه الأسئلة والإشكالات، بل كلَّما وجدتِّ جوابًا لسؤالٍ نقلك الوسواس إلى سؤالٍ جديدٍ وموضوعٍ آخر، وهكذا...

فإذا أردتِّ إراحة نفسك على الحقيقة فينبغي أن تكوني جادة في الأخذ بأسباب التداوي والشفاء منها بما ذكرناه لك من الخطوات.

وما ذكرته في هذا السؤال بخصوصه من أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاستنجاء بالعظام؛ لأنها طعام الجن؛ فهذا كلامٌ صحيح، ولكنّه لم ينهَ -صلى الله عليه وسلم- عن رمي العظام، ولم يأمر بحفظها والمحافظة عليها من أن تقع في الأوساخ والأقذار ونحو ذلك.

إنما نهى صلى الله عليه وسلم عن تنجسيها؛ لأنها طعام لبعض مخلوقات الله تعالى، فلا يجوز تنجيسُها، كما لا يجوز تنجيس طعام البهائم لأنه يُنتفع به للبهيمة.

فدعي عنك هذه الوساوس وألقيها عن نفسك واشتغلي بما ينفعك إذا داهمتك.

نسأل الله تعالى أن يُعجِّل لك بالعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً