الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تصرفات ابني طبيعية أم أنه يعاني من مشكلة ما؟

السؤال

السلام عليكم.

ابني عمره سنتين إلا بضعة أيام، يحب برامج التلفزيون كثيرا، يستجيب عند مناداته، لكن بعض المرات إذا كان مركزا في شيء معين فقد لا يرد.

يضحك معنا، ويتواصل بشكل طبيعي جدا، وإذا رأى أحدا حزينا أو يبكي أو يضحك يتفاعل معه ويعمل مثله، وفي بعض الأحيان يقلد الأطفال في مشيتهم أو في لعبهم وهكذا.

يستخدم كلمات مثل ماما بابا، ينادي أبوه باسمه، ويقول أنبو عن الماء والحليب، وينادي أسماء خالاته وأخواله وبعض الأطفال، لكن عندما أحاول أن أعلمه كلمة جديدة لا يرضى أن يعيدها خلفي، وقد يعيدها مرة ويتجاهلني.

بالنسبة للأوامر: فهو قد ينفذ بعضها والبعض الآخر لا.

مشكلتنا في الخوف والخجل... يخجل ويخاف من الناس الأغراب، وأحيانا من الأقارب، يلعب مع الأطفال لكن يخاف منهم إذا اقترب أحد منه، أو أخذ منه لعبة، فهو يتركهم ويركض إليّ، ويختبئ، لكن إذا عرض عليه أحد الهاتف يذهب ويجلس عنده ويلعب معه ويحبه.

بدأت هذه الأعراض بالظهور بعد أن صار لدينا طفلا جديدا.

سؤالي: هل ابني يعاني من مشكلة ما؟ وكيف أتصرف معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك، وأن يجعلهم من الصالحين، وأن يجعلهم قرة عين لكم.

ما شاء الله تبارك الله ولا قوة إلَّا بالله، هذا الطفل طفل طبيعي جدًّا، من حيث الناحية التطورية والارتقائية، ومستوى الذكاء ومستوى التواصل الاجتماعي، فهو طفل طبيعي يتفاعل مع بيئته، وحين أتكلم عن بيئته أقصدُ مَن حوله، أنتِ وزوجك الكريم ومَن يأتِ إلى بيتكم والأطفال الذين يتفاعل معهم.

هو أكثر التصاقًا بك، هذا أمرٌ واضح جدًّا، وطبعًا ظهور المولود الجديد جعله يحس بشيء من التهديد وافتقاد الأمان، وهذا أمرٌ طبيعي جدًّا، فلذا حاولي أن تتركي مسافة بينك وبينه، لكن في ذات الوقت تشعريه أنك مهتمّة به، يعني يجب أن تكون هناك مسافة جغرافية بعض الشيء، وقرّبيه من خلال أن تجعليه مثلاً يهتمّ بالطفل الجديد، يُشارك مثلاً في تغيير ملابسه، في إعطائه الحليب، شيء من هذا القبيل.

إذًا أن تجعلي طفلك هذا يكون موجودًا في عالم شقيقه الأصغر – أو شقيقته – هذا قطعًا سوف يجعله أقلَّ غيرة وأكثر محبة ومودة واطمئنانًا، وسوف يستشعر أهميته الداخلية.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: يا حبذا لو كان هذا الطفل ينام ليلاً في غرفته، أو على الأقل ليس معك أو مع والده، هذا أيضًا نظام مهمٌّ جدًّا.

سيكون من الجميل أن يُعطى الفرصة للعب مع الأطفال الآخرين، مثلاً إذا ذهب به والده – أو أنتِ – إلى الحدائق العامة، حين تكون هنالك مجموعات من الأطفال يلعبون دعوه يلعب معهم وراقبوه من بعيد.

نقطة هامّة أيضًا، هي: أن تُلاعبي طفلك بشرط أن تنزلي إلى مستواه العمري، وهنالك الكثير من الألعاب البسيطة التي فيها فوائد وسمات تعليمية للطفل، هذه أيضًا يمكن أن يُستفاد منها.

فالحمد لله تعالى ابنك لا يعاني من مشكلة، ابنك طبيعي جدًّا، وسوف يتعلّم الكثير والكثير، تخوّفك من أنه لا يستوعب الأشياء الجديدة والكلمات الجديدة، هو يستوعبها، لكن قد لا يُخرجها، وكما ذكرتُ لك شعر بنوع من التهديد التلقائي بعد ظهور المولود الجديد، وإن شاء الله تعالى سوف يتوائم على هذا الوضع، وابنك طبيعي جدًّا، ولا تتحسَّسي كثيرًا حول الموضوع.

أيضًا لا تنسي الدعاء لك ولأبنائك، مثل: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا}، ومثل: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذُرِّيتي، إني تبت إليك وإني من المسلمين}، ومثل: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذُرِّيتي ربنا وتقبل دعاء}، ونحو هذه الأدعية التي في القرآن الكريم، وفي سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً