الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أحيانا نوبات ضحك متواصلة.. ما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم

أشكر كل القائمين على موقع إسلام ويب خاصةً الدكتور محمد عبد العليم على إجابته على استشاراتي السابقة.

لدى استشارة نفسية إلى الدكتور محمد عبد العليم، وأريد الإفادة بالرد على سؤالي:

عند ذهابي إلى العمل والاستقرار فيه لمدة سبعة أيام، وعند الذهاب في اليوم الثامن إلى العمل، وعند بدء يومي في العمل تأتيني نوبات الضحك المتواصل تجعلني أفكر في ترك العمل من خوفي أن أحدا من زملائي يتكلم عليه، وحصل معي هذا الموقف، في أكثر من مكان.

السؤال: هل عند استقراري في الشغل وثباتي فيه ممكن لنوبات الضحك المتواصلة الملازمة في الشغل تأخذ وقتا قليلا أو أشهر ثم تزول مع الشغل؟
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

من وجهة نظري هذه النوبات من الضحك هي ذات طابع نفسي، ربما تكون هي نوع من الفكرة الوسواسية التي تطبَّعت عليها، وما هو وسواسي إنْ حدث مرَّة ليس من الضروري أن يحدث بعد ذلك، فحاول أن تُجري بعض الحوارات على هذه الكيفية، أن هذا الأمر يمكنك أن تتحكّم فيه.

نحن نعرف أن الضحك المرضي يحدث في حالات نادرة جدًّا، هنالك نوع من الصرع قد يكون معه نوع من الضحك اللاإرادي، لكن ليس بالكيفية والصورة التي ذكرتَها.

أنا أتتني خاطرة أن أقول لك: اذهب وقم بإجراء تخطيطٍ للدماغ، لنتأكد أنه لا يُوجد أي نوع من النشاط الصرعي الخفيف، لكن حينما تأمَّلتُ في استشارتك وفي محتواها حقيقة وصلتُ لقناعة تامَّة أن هذا الضحك هو نوع من التعبير الوسواسي، والوسواس يجب أن يُحقّر، يجب أن يُصرف الانتباه عنه، ويجب أن يتمّ تجاهله.

فأرجو – أخي الكريم – أن تُطبّق هذه الشروط الثلاثة (التحقير، صرف الانتباه، التجاهل)، وأنا وجّهتُ لك الإرشاد في الاستشارة التي رقمها (2466906) والتي أجبتُ عليها قبل ثمانية أشهر تقريبًا، فيجب – يا أخي – أن تأخذ بتلك الإرشادات، وكذلك الإرشادات السابقة، وأنا من وجهة نظري إذا تناولت عقار (فافرين)، والذي يُسمَّى (فلوفوكسامين) ربما يُساعدك أيضًا على اختفاء هذه الظاهرة اختفاءً تامًّا، وإن أردتَّ أن تتناول الـ (فلوفوكسامين)، فالجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إذًا الظاهرة هذه يمكن أن تقف تمامًا، حاول أن تقوّي من إرادتك ومن عزيمتك وتصميمك، وأن تتجاهل هذا الأمر تمامًا، ويجب أن تستشعر أهمية العمل، وأنه نعمة عظيمة، وأن العمل من خلاله يُطوّر الإنسان مهاراته وتواصله الاجتماعي، ومعرفته العلمية، وفي ذات الوقت العمل هو باب من أبواب الرزق إن شاء الله تعالى.

أشكر لك ثقتك في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً