الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الخوف من المشاكل الجنسية يزول بعدم التفكير فيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو إفادتي في القضية: هل الوساوس القهرية والخوف من المشاكل الجنسية وفقدان الانتصاب، تزول بالإعراض عن التفكير فيها؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأنا أقول لك أن الوساوس القهرية والمخاوف القهرية – خاصة من المشاكل الجنسية والخوف من الفشل الجنسي وفقدان الانتصاب – هذه كلها تزول قطعًا من خلال تحقير الفكرة القهرية، هذا هو المهم جدًّا، ومع التحقير يتم تجاهلها تمامًا، ولا يخوض الإنسان في نقاشها مع نفسه، أو يُحلِّلها.

نحن دائمًا نقول أن هنالك ثلاثة تمارين سلوكية مهمّة جدًّا للتعامل مع الفكر الوسواسي أيًّا كان.
التمرين الأول هو ما نسميه بـ (إيقاف الأفكار)، تُخاطب الفكرة قائلاً: (قف، قف، قف، أنتِ فكرة حقيرة) وتُكرر هذا عدة مرات حتى تحس أن الفكرة بالفعل بدأت تضعف.

والتمرين الثاني هو (صرف الانتباه)، وصرف الانتباه هو: أن تأتي بفكرة أفضل وأسمى وأعلى من الفكرة الوسواسية، يُعرف أن الفكر الإنساني يُوجد في طبقات، والوساوس عند بعض الناس تشغل الطبقة الأولى من الفكر، لذا يُهيمن الوسواس ويستحوذ، لكن الإنسان إذا أتى بفكرة أخرى أكثر سموًا وأكثر جمالاً وفائدة؛ هذا يزيح الوسواس.

والتمرين الثالث هو (تمرين التنفير)، أن تربط مع الفكرة الوسواسية فكرة أخرى، مثلاً: وقوع كارثة، احتراق طائرة أمامك – شيء من هذا القبيل – هذا يُنفّر الفكرة الوسواسية. أو يمكن أن تُطبق تمارين جسدية، بأن تقوم مثلاً بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب كسطح الطاولة، وفي ذات الوقت تستجلب الفكرة الوسواسية. الربط ما بين الوسواس أو الخوف وإيقاع الألم على النفس قطعًا يُضعف الوسواس. هذا أيضًا تمرين يحتاج للتكرار حتى يستفيد الإنسان منه.

هذه هي التمارين السلوكية المباشرة. أمَّا التمارين غير المباشرة فهي: أن يتجنب الإنسان الفراغ الذهني والفراغ الزمني، أن تمارس الرياضة، التواصل الاجتماعي، الصلاة في وقتها، بر الوالدين، الحرص على العمل أو الدراسة، هذه كلها علاجات نفسية غير مباشرة، تُساعدُ كثيرًا في علاج الوسواس القهري.

وأريد أن أضيف لك – أيها الفاضل الكريم – أن الأدوية أيضًا فعّالة جدًّا لعلاج الوسواس القهري، ويجب أن تكون جزءًا من المنظومة العلاجية المتكاملة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً